تعليق المملكة

 

احمد الحسني
تأمين الملاحة الدولية في باب المندب كان اليافطة الأبرز بين اليافطات الخنفشارية التي رفعتها المملكة وتحالفها لتسويق عدوانها أمميا ومحليا وكان معزوفة السيسي الحزينة للشعب المصري في تبرير انضمامه للتحالف كما كانت هي تفسير الحكومات الغربية الوحيد لدعمها المخزي لهذا العدوان والحصار الذي ينتهك المواثيق والأعراف الدولية ويصادم كل قيمها الحضارية، واليوم بعد ثلاثة أعوام ونصف من العدوان والحصار وبعد أن أعلن التحالف الذي تقوده المملكة سيطرته الكاملة على باب المندب ومئات الكيلومترات من السواحل اليمنية المتصلة به على البحر الأحمر وخليج عدن هاهي المملكة تعلن تعليق عبور ناقلات نفطها من باب المندب لأن المضيق لم يعد آمنا للملاحة .
ما تقوله المملكة باختصار هو انه كان هناك تهديد محتمل للملاحة في باب المندب وأن المملكة وتحالفها قد أمضوا ثلاث سنوات ونصف من الحصار والعمليات العسكرية المتواصلة جوا وبحرا وبرا على امتداد الجمهورية اليمنية وأنفقوا مئات المليارات من الدولارات ليصبح أخيرا ذلك التهديد المحتمل حقيقة واقعة وهي بهذا تعلن أنها النسخة الدولية من مدبر ذمار الذي هدم الزريبة و ذبح الثور ثم كسر الإناء أخيرا ليخرج رأس الثور الذي علق فيه ومضى يبكي قائلا من لكم يا أهل ذمار بعدي .. ولو كان ما تقوله المملكة حقيقياً فإن قادة المملكة وتحالفها يستحقون الصفع على هذا الإنجاز وتحويلهم إلى أقرب مصحة عقلية ولكن الحقيقة هي أنهم يستحقون أكثر من الصفع وكل ما قيل ليس صحيحا فلم يكن هناك تهديد محتمل للملاحة في باب المندب ولا يوجد اليوم ما يهدد الملاحة في البحر الأحمر غير تحالف المعتوهين والبلاطجة هذا ومرتزقتهم من العصابات الإرهابية .
الذين تحدثوا بالأمس عن تهديد محتمل للملاحة في باب المندب من اليمن أو إيران كانوا يكذبون ويعلمون أنهم يكذبون فإغلاق باب المندب حصار لنا وتعطيل لأكبر موانئنا وإيران تهيمن على مضيق هرمز الباب الوحيد لكل موانئ النفط الخليجي ولا تحتاج إلى باب المندب وكلا المضيقين ممر دولي طبيعي وإغلاقهما إعلان حرب على العالم ولا يوجد معتوه يرغب في قتال العالم غير صبية الخليج ، وحكومة المملكة التي تقول اليوم أن الملاحة في البحر الأحمر لم تعد آمنة كاذبة و الجميع يعرف وهي تعرف أنها تكذب وأن البحرية اليمنية استهدفت فرقاطة عسكرية وليس سفينة نفط حتى أن الإمارات وهي اكبر شركائها في التحالف ودمرت لها سفينتان عسكريتان لم تصدق ما قالته المملكة ولم تعلق عبور سفنها في المضيق. لكن هل المملكة صادقة في تعليق عبور ناقلات نفطها في البحر الأحمر ؟ و لماذا؟
ربما كان الإعلان مجرد تأكيد فقط لكذبة أن ما استهدفته البحرية اليمنية كان ناقلة نفط و ليس سفينة عسكرية و هذا بله غير مستبعد على العقلية التي تدير المملكة اليوم ربما أرادت المملكة استثارة النكف الأوروبي الذي لم يعد متحمسا لمعركتها الخاسرة في اليمن خصوصا وأن ترامب هو من يستأثر بنصيب الأسد من ذخائر الخزانات الخليجية يحتمل أن وراء القرار السعودي رغبة أمريكية في تأديب القارة العجوز التي أبدت التمرد على الإدارة الأمريكية في أكثر من ملف على رأسها الملف النووي الإيراني لكن أيا كان الدافع لاتخاذ هذا القرار فالنتيجة هي أن المتضرر الأكبر من مضي المملكة فيه هو مصر السيسي اكبر دولة عربية في التحالف أما دول الاتحاد الأوروبي فلن تحرك قواتها لنجدة التحالف في الساحل الغربي وإنما سترى فيه ابتزازا غير لائق وتجده مبررا قويا للضغط مع المجتمع الدولي على المملكة وتحالفها لوقف حربهم غير الأخلاقية هذه ..
مهاجمة السفينة العسكرية السعودية الدمام أو مطار أبو ظبي أمر وارد في أي حرب ولا تستنكف قوة عظمى كأمريكا أو فرنسا أو روسيا أو الصين من الاعتراف به و لكنها العنطزة الفارغة لصبية الخليج وعقلية محمد العرب التي تدير المملكة والإمارات لا تفهم حتى تصفع

قد يعجبك ايضا