عن ثنائية الجوع والكبرياء

 

عبد العزيز البغدادي

(1)
الجدار العالمي الجديد
لازمةُ العصرِ المتورِّمْ بالحزنِ الغبي
بالفجيعة المنثورة بلا حياءْ
هذا الجدار يغطي ضوء الحقيقة
يحجب الوعي عن العقل واللسان
والعاطفة عن القلب والوجدان
يواريها عن أذهانهم وأفهامهم الكسلى
يمرُّ بأوردتي قمرٌ مفعمٌ بالحياة
مشرقٌ بالأملْ
يعيشني ، أعيش في ثناياه العذبة
يحاصرني بكاء الفرح الممزوج بالحزن
هذا الجدار اللعين
يسألُ عن أنفسٍ حُرَّةٍ
تقطنُ الأعالي
يكبُرُ الجدارُ ، ويتثاءبُ الصمت
الجدار يتوسط الطريق
يبحث عمن يحفره فلا يجد أحداً
فقط بضع كلمات مرتعشة
تحرِّضُ على النهوضِ ولا تقوىْ عليهْ
يعيد النظر فيتلقفه الأملُ
ويمضي ممتطياً صهوة الجوع
يردد : الجوع والكبرياء ثنائية ذهبيةْ
تعيش في قلبِ كلِّ حرٍ
هكذا قال الله في كتبه المنزَّلةْ ، وهكذا قالت الكائنات في مناجاتها الصاعدة لربِّها
هكذا سمعتها تغني
وهذا ما ينبغي للإنسان تعلُّمهْ
(2)
يمرُّ بروحي قمرٌ يعشَقُ الشهادةْ
وينسجُ من خيوطِ الفجرِ
زامل ينشرُ بين العباد
أنَّ صنعاءَ بعيدةٌ عن الـF-16
عن متناول البدويِّ الذي يَمتطِيٍْها
يخبرُه أنَّ الرياض في متناول أقدام المجاهدين
أنشودة الحياة تعصرُ قلوبَ الجبارينْ المملوءةُ خوفاً وهلعاً
تجندلُ أحلامَهُمْ المريضةْ
إنَّها صنعاء أيها البدويُّ
يحرسها سبعة نجوم ولكلِّ نجم حكاية
يعجز أمثالك وأذنابك عن فهمها !
( 3)
أيها البدويُّ
حريٌّ بالنياق أن ترعاك
لتكون أكثرُ فهماً وتهذيباً
حريٌّ بك أن تتعلَّمْ من الجمال حبُّ الصحراء للجبلْ!
لو فهمت الجِمالَ حقَّ الفهم
لكنت لها تلميذاً مطيعاً
سفينة الصحراء تعلَمْ ماذا يعني الجبلُ بالنسبة للصحراء ، فهي التي تسقيه وهي التي تحميه
ألا يكفي هذا لتكون لها مطيعاً ،
لو تعلمتَ هذا لأدركت أنَّ الحياة لغةٌ تراوحُ بين الصعودِ والهبوطْ ، وأنَّ الصعودَ يتغذى بالطموحْ
والهبوط محطة انتظارْ لصعود جديد لا يكون إلا بتوفر أسبابِهْ .
الصعود سببٌ والهبوط نتيجةْ
ومن يعادي الجبال لا يجد لها مصعداً
(ومن لا يحبُّ صعود الجبال
يعش أبدَ الدهرِ بين الحفَرْ )
اليمن وطنُ الصحراء والجبلْ
وطنٌ أعزَّهُ اللهُ ، فهيهات أن يُذلَّهُ أمثالكْ .

قد يعجبك ايضا