الدولار والريال وحرب الجبناء

 

عبدالفتاح علي البنوس

ارتفع الدولار ، هبط الدولار ، طلع الريال ، نزل الريال ، قامت وحلقت الدنيا وكله (دبور ) الدولار ، ( شغلنا ) في أرواحنا و( نكد ) علينا معيشتنا ، من يوم لآخر والدولار والريال السعودي وبقية العملات الأجنبية في تصاعد وارتفاع جنوني فوق العادة وخارج حدود المقبول والمعقول ، في ظل انقطاع المرتبات وتنامي أزمة السيولة النقدية في البلاد جراء سحب مرتزقة العدوان الذين يسمون أنفسهم بالشرعية العملة المحلية بمبالغ كبيرة واستبدالها بمبالغ هائلة من العملة الجديدة التي تمت طباعتها من قبلهم دون غطاء نقدي أو معدني ، حيث يمعن الدنبوع هادي وحكومة الفنادق وبضوء أخضر من اليهودية السعودية والصهيونية الإماراتية وبدعم وإسناد أمريكي في طباعة المزيد من الأوراق النقدية وبكميات تسببت في مضاعفة الأزمة النقدية وتدهور سعر صرف العملة المحلية لتصل إلى أدنى مستوياتها .
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ما هو الدور السلبي الذي يمارسه ويلعبه الصيارفة في تدهور سعر صرف العملة المحلية وخصوصا مع ارتفاع أعداد محلات وشركات الصرافة التي باتت أشبه بالدكاكين ومحلات بيع قطع الغيار ؟! وهل يعقل أن تظل الحكومة صامتة ومكتوفة الأيدي تجاه الممارسات التي يقوم بها الصيارفة والتي تتسبب في تفاقم الأزمة النقدية ؟! هناك ممارسات رعناء تخدم قوى العدوان وتتناغم مع أهدافهم ومخططاتهم تتعلق باحتكار العملة وسحبها من السوق المحلية والمضاربة بسعرها مقابل الدولار والعملات الأجنبية ، والحديث يتناقل عن تواطؤ قذر لبعض شركات ومحلات الصرافة مع قوى العدوان وتورطهم في جرائم غسيل الأموال والعمل على تعميق الأزمة المالية ومضاعفة معاناة أبناء الشعب اليمني الذي يعاني الأمرين جراء تراكم وتعاقب الأزمات التي تعصف بهم ضمن تداعيات العدوان الغاشم والحصار الجائر والحرب الاقتصادية التي لا تقل بشاعة عن العدوان نفسه .
المطلوب ضبط إيقاع نشاط محلات وشركات الصرافة والبنوك الأهلية العاملة في البلاد وإلزامهم بالنظام والقانون وعدم المضاربة بسعر العملة المحلية ومخاطبة صندوق النقد الدولي والجهات الدولية ذات العلاقة بالممارسات العشوائية الفوضوية التي تقوم بها الشرعية المزعومة وحكومته الفندقية التي تمارس سياسة اقتصادية ومالية قذرة وساقطة بهدف خنق الشعب اليمني والإمعان في تعذيبه وتجريعه وتجويعه بتدمير الاقتصاد وتدهور العملة لتصل إلى مرحلة الانهيار التام بعد أن فشلوا وأفلسوا عسكريا .
بالمختصر المفيد لا هوادة مع المتلاعبين والمضاربين بأسعار العملة المحلية ، ولا مجال للدعممة والتسويف في هذا الجانب ، فالأزمة ستستفحل وتداعياتها وأضرارها تتسع ولا بد من حلول ومعالجات حكومية سريعة وناجعة تعيد للعملة المحلية إتزانها وتعيد لها قيمتها في حدود ما هو مقبول ومعقول ، هناك مافيا تعمل بالتماهي مع هادي وعصابته وقوى العدوان من أجل القضاء على العملة المحلية والذهاب بالبلاد نحو الإفلاس وهؤلاء بحاجة إلى (صميل ) النظام والقانون لردعهم ليعودوا إلى رشدهم وتتجاوز البلاد الأزمة المالية التي يراد لها الوقوع فيها .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا