عام دراسي جديد ومتطلبات دراسية جديدة

 

¶ أولياء أمور: نعيش في كابوس بداية كل عام دراسي بسبب الأوضاع

¶ مختصون : الفقر الشديد أجبر بعض الطلاب على التغيب عن الدراسة

الأسرة /خاص

هموم وأعباء مالية وتفكير وقلق الآباء والأمهات مع اطلالة العام الدراسي وعودة أطفالهم إلى المدارس في ظل هذا الوضع الاقتصادي المتردي وخوف شديد من عدم الوفاء بالمتطلبات الأساسية لهذا العام .
عام دراسي جديد يحل على الطلبة اليمنيين في ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة، ملقيا بالكثير من الأعباء والمتطلبات على عاتق الأسر التي لا تستطيع توفير أدنى متطلبات العام الدراسي الجديد لأبنائها … مزيد من التفاصيل عن الموضوع تجدونه في السياق التالي:

صعوبات جمة وتحديات عديدة يواجهها طلبة اليمن وهم يدشنون عامهم الدراسي في ظل العدوان السعودي، تلك الصعوبات لا تقف فقط عند العدوان واستهدافه المباشر للمدارس والطلبة وللكادر التربوي في مختلف محافظات الوطن بل تمتد إلى الآثار والتداعيات الكارثية للعدوان والحصار على كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وكلها ألقت بظلالها القاتمة على العملية التعليمية والتربوية ككل .
عام جديد
وتقول فاطمة محمد: ينتابني القلق والخوف بداية كل عام دراسي وأعيش في كابوس كبير مع كل بداية عام بسبب اللوازم المدرسية لأبنائي.
وتضيف فاطمة وهي أم لخمسة أطفال: إن هذا الشعور ينتابني منذ عشر سنوات مع بداية كل عام دراسي ولكنه تضاعف في هذه السنوات بسبب الحرب والأوضاع الاقتصادية الصعبة والغلاء المتصاعد كل يوم ما يسبب لدي قلقاً مستمراً وضغوطاً نفسية كبيرة.
من جهتها تقول الأستاذة سميرة المحرقي : بداية كل عام دراسي يحدث شجار كبير بين أبنائي الستة وأيهم سيرتدي الزي القديم او الحقيبة القديمة وكل منهم يسبق الآخر بطلباته وما يحتاج من مستلزمات، فأعيش حالة من القلق النفسي يبدأ قبل بداية العام الدراسي فيصحب دراسة الأبناء بالإضافة الى الأعباء المادية وأيضا الكثير من الضغوط النفسية والتخطيط لمستقبل الأبناء والمتابعة لهم والاستذكار.
عام جديد يتوجه فيه الطلاب إلى مدارسهم وبحوزتهم جملة من التحديات إلي تضاف إلى العديد من معاناتهم بسبب العدوان الجائر والذي لم يحرم الأطفال من حقوقهم فحسب بل قضى على حياتهم بكل تفاصيلها وكما هو صعب على الطلبة هو كذلك على أولياء أمور الطلبة والذين لم يجدوا في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة ما يوفرون به لأبنائهم أدنى متطلبات العام الجديد مما جعلهم يناشدون وزارة التربية والتعليم بتعميم قرار لجميع المدارس بتسهيل بعض شروطها الخاصة بالزي المدرسي والدفاتر وغيرها من الشروط المطلوبة مراعاة لظروف الطلبة الذين يتوجهون إلى مدارسهم في ظل ظروف استثنائية خطيرة ..
أولياء أمور الطلبة يؤكدون أن هذا العام اشد سوءا من الأعوام الماضية بالنسبة لأبنائهم وهو يتوجهون لمدارسهم التي تقصف من قبل تحالف العدوان الذي يصر على تدمير مستقبل الطلبة ومسيرتهم التعليمية، ويؤكد أولياء الأمور أن الظروف الاقتصادية الصعبة تقف إلى جانب العدوان باعتبارها ابرز المعوقات التي تقف أمام الطلبة الذين يبدأون عامهم الدراسي الجديد بأقل التكاليف وأن أسرهم لا تستطيع توفير أي من متطلبات الدراسة لأبنائها بسبب الغلاء الفاحش في جميع المستلزمات الدراسية من دفاتر وأقلام وازياء مدرسية وغيرها.
مناشدة
ويناشد أولياء الأمور وزارة التربية بالتدخل السريع لحل مشكلة النازحين المقيمين في المدارس ونقلهم إلى مبانٍ أخرى تابعة للوزارات أو أي أماكن أخرى خاصة بالنزوح حتى لا تتعطل العملية التعليمية في بعض المدارس التي تضم آلاف الطلبة وإيجاد الحلول السريعة لذلك وخاصة أن العام الدراسي الجديد قد بدأ دون التوصل إلى أي حلول بشأن النازحين في المدارس.
كما يناشد أولياء الأمور وزارة التربية والتعليم بتعميم قرار على جميع المدارس باستيعاب الطلبة داخل المدارس وعدم إلزام من لا يستطيع توفير الزى المدرسي نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها الطلبة في ظل العدوان، كما يناشدون المعلمين بتخفيف تكاليف الدفاتر وعدم إلزام الطالب بما لا يستطيع توفيره وتسهيل الدفاتر المطلوبة قدر الإمكان حتى يتاح للجميع إرسال أبنائهم الطلبة إلى المدارس وخاصة من هم في الصفوف الأولى من العام الجديد .
تطلعات وآمال
ويقول الطلبة إنهم عازمون على مواصلة التعليم وتحقيق التفوق واستكمال مسيرتهم التعليمية غم كل الظروف والمصاعب وأنهم سيقفون يداً بيد مع زملائهم الطلبة في توفير ما يستطيعون من كتب قديمة والمذاكرة جميعا من كتاب واحد وسيقفون إلى جانب المعلمين لتسهيل العملية التعليمية للجميع .
وخلال الفترة الماضية تخلف بعض الأطفال عن المدراس منهم من اجبروا على النزوح من مناطقهم كصعدة وحجة والحديدة وغيرها من المناطق التي تتعرض لقصف عنيف ودائم من قبل طائرات العدوان وحتى إن وجدت المنشآت التعليمية إلا أن الهاجس الأمني يدفع الأسر إلى عدم إرسال أبنائها إلى المدارس في تلك المناطق المحفوفة بالمخاطر.
وحتى إن وجدت منشآت تعليمية في المناطق التي نزحت إليها بعض الأسر إلا أن فقرهم الشديد يجبرهم على عدم إلحاق أبنائهم بالمدارس وتجد الكثير من الأطفال يتوجهون للعمل وممارسة الأعمال الشاقة لتوفير أدنى متطلبات العيش لدعم أسرهم فالأطفال بحاجة ماسة إلى تعاون المدرسة والأسرة جميعا لتوفير الدعم النفسي لهم، فقد عاشوا الحرب رغم صغر سنهم وقد شوه العدوان داخلهم وأصبح الكثير منهم مصابين باضطرابات نفسية شديدة توثر على مستواهم الدراسي وتحصيلهم العلمي وسيطرة السلوك العدواني على حياتهم، فوضع الأطفال إذا لم تتم معالجته قد تتخطى آثاره البعد الإنساني وسينتهي بعدم قدرتهم على الحصول على التعليم وعدم قدرة أسرهم على مساعدتهم .

قد يعجبك ايضا