الأمم المتحدة وتحقيق السلام في اليمن

 

محمد صالح حاتم

منذ إنشاء الأمم المتحدة في عام 1945م وصياغة ميثاقه من أجل نشر السلام والأمن في العالم،وإنهاء الحروب والقتال والاحتلال في العالم،وحماية الدول واستقلالها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ،ومنذ ذلك الوقت ولازلنا نحلم أن يتحقق هذا الهدف وهذه الغاية والتي من اجلها أوجدت الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ولكن للأسف فمجلس الأمن وقراراته ليس إلا سيفا مسلطا على العرب والمسلمين،والأمم المتحدة لا تملك إلا الشجب و الإدانات والتعبير عن القلق،فمنذ سبعين عاما وأكثر منذ أن وجدت الأمم المتحدة،لم نجدها في يوم من الأيام أنصفت مظلوم أو حاكمت مجرماً وجلاداً ،فهاهي فلسطين لازالت تحت الاحتلال الصهيوني ،وما أكثر القرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة بحق فلسطين في إقامة دولتهم وان القدس عاصمة لفلسطين وحق اللاجئين بالعودة،وغيرها من القرارات ولكن للأسف فكل هذه القرارات يتم رميها خلف الحائط من قبل الكيان الصهيوني وأمريكا، فالأمم المتحدة وسجلها الإنساني العالمي والأممي لم يكن في يوم ما مع السلم والأمن ،ولم تحقق السلام في أي دولة،فما أكثر الحروب والصراعات التي شهدها العالم ،والتي عجزت الأمم المتحدة عن وقف هذه الحروب أو إنهاء الصراعات،والتي كان يقتصر عملها بعد أن تنهك الحروب هذه الدول وينتشر الفقر والمرض وتحصل المجازر والجرائم ضد الإنسانية والاغتصابات والسجون والاعتقالات وحالة التعذيب ،تقوم بإرسال المخيمات والمساعدات التي تسميها إنسانية ،وبعدها تنشر قوات احتلال بصيغة أممية أو ما تسميها بـ( قوات حفظ السلام )،فما أكثر مبعوثي السلام الأمميين الذين تم تكليفهم بعدة ملفات وقضايا لحلها،ولكنهم فشلوا جميعا سواء، في السودان تم تقسيمه بعد قتل الملايين ولازال الصراع موجوداً في دار فور،في الصومال ماذا عملت الأمم المتحدة ومبعوثوها ؟في العراق، تم احتلاله وقتل الملايين من أبنائه ونهب ثرواته وأصبح اليوم نموذجاً للصراع الطائفي والمذهبي ،أفغانستان والبوسنة والشيشان وليبيا، ماذا عملت الأمم المتحدة لهذه الشعوب وغيرها الكثير من بلدان إفريقيا وأمريكا وآسيا وخاصة الفقيرة كلها أصبحت بعد ان أنهكتها الحروب والصراعات دولا يعيش أبناؤها في المخيمات وينتظرون لقمة العيش من المساعدات الأممية ،بينما كبار المجرمين والذين تسببوا في هذه الحروب ومن ارتكبوا المجازر منهم من تم منحه جوائز السلام العالمي والبعض منهم أصبحوا سفراء أمميين وسفراء للنوايا الحسنة،والحديث يطول عن السلام الذي عجزت عن تحقيقه الأمم المتحدة.
واليوم ما يحدث في سوريا واليمن،ومن يعول على الأمم المتحدة في تحقيق السلام في هذين البلدين اللذين أنهكهما العدوان والحرب ،فماذا عمل المبعوث الأممي لسوريا دي ميستورا رغم المحادث والمفاوضات والحوارات في جنيف وسوتشي وغيرها،لم يحقق أي شيء .
وفي اليمن رغم تعيين ثلاثة مبعوثين، لكن للأسف هاهو العام الرابع أوشك على الانتهاء والعدوان والحرب لم يتوقف والحصار لم ينفك،رغم المطالبات بوقف الحرب والتأكيدات على ان المخرج والحل في اليمن لن يكون إلا سياسيا عبر الحوار،ولكن تحالف العدوان لازال يماطل ويعرقل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام،وما حدث من إعاقة نقل الوفد الوطني إلى جنيف مؤخرا إلا واحدة من العراقيل .
واليوم هاهو مارتن غريفيث المبعوث الاممي يحط الرحال من جديد في صنعاء ،في ظل التصعيد من قبل تحالف العدوان والتي يشهدها الساحل الغربي والحديدة،وكذا تردي الأوضاع الاقتصادية بسبب الحرب والحصار وانهيار العملة اليمنية والتي يستخدمها العدو سلاحا لقتل الشعب اليمني بأكمله.
فماذا يحمل غريفيث في جعبته هذه المرة ؟
نحن نقول ان مارتن لن يأتي بجديد ولن يستطيع عمل شيء لأبناء الشعب اليمني،فهذا الرجل لم يستطع تحقيق ما وعده به فور تعيينه مبعوثا لليمن وما أعلن عنه في زيارته الأولى إلى صنعاء ومنها إطلاق السجناء والأسرى والمعتقلين ،تسليم المرتبات للموظفين وهدنة إنسانية لإيصال المساعدات الى جميع مناطق الصراع،وكذا لم يستطع هو الأمم المتحدة على تأمين نقل الوفد الوطني ،فماذا عساه أن يعمل !؟
إن الامم المتحدة كما قلنا لن تحقق السلام في اليمن،وهذا ليس تشاؤماً مني بل كل الدلائل والمعطيات وكل الشواهد والسوابق تقول هذا، فكيف تنجح في اليمن وهي من فشلت في سوريا ،وكيف تحقق السلام لليمنيين وهي من عجزت عن تحقيقه لليبيين والفلسطينيين.
فمن أراد السلام فعليه أن يسمي الأمور بمسمياتها ويعترف أن هنالك عدوانا وحرباً على الشعب اليمني ،ومن أراد تحقيق السلام فعليه أن يقرأ مبادرات السلام التي بادرت بها القيادة السياسية اليمنية كمبادرة تحييد الاقتصاد والعملة والرواتب،التي قدمها السيد عبدالملك الحوثي ،وكذا مبادرات الأستاذ محمد علي الحوثي وآخرها ما كتبه عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالملك العجري،فكلها تؤدي إلى تحقيق السلام في اليمن .
فأين مبادرات السلام التي قدمها تحالف العدوان ومرتزقته ،إذا كانوا يريدون السلام لليمن ؟
واختتم مقالي هذا بما قيل عن عمل الأمم المتحدة ( هو استبدال المنازل بالمخيمات والمرتبات بالمساعدات والأمن والسكينة بالشجب والقلق والإدانات).
وعاش اليمن حراً أبياً والخزي والعار للخونة والعملاء.

قد يعجبك ايضا