السعوديه لا تتورع عن قتل مواطنيها وتغييب حلفائها في نهاية المطاف

 

تقرير/ إبراهيم الوادعي

لا تزال قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا عقب دخوله قنصلية بلاده، تتفاعل على شاشات التلفزة الفضائية، وتتجه الأحداث نحو إثبات انه قتل في ضوء الحديث عن وصول فريق اغتيال الى القنصلية السعودية في إسطنبول.
وفي الوقت الذي تتلقى فيه السعودية إهانات تجاوزت حد الوقاحة من ترامب، فهي ربما تفضل استمرار اللغط الإعلامي حول خاشقجي حتى يتم إقناع ترامب بعدم الاستمرار في إهانة الملك السعودي علنا وجعل ذلك عماد حملته الانتخابية النصفية.
يشير متابعون إلى أن سياق التعامل التركي يوحي بأن إسطنبول قد تذهب في خيار عقد صفقة تدعم بها اقتصادها الذي يعيش صعوبات جمة بلغت حد بيع الجنسية التركية لمن يستثمر بـ 250 ألف دولار في تركيا، في نهاية الأمر هو ليس من مواطنيها، ولن يضيف شيئا إلى مئات الآلاف قتلوا أو أخفوا قسريا في سوريا والعراق وبتعاون سعودي تركي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار سماح تركيا لوفد أمني قدم على طائرة خاصة في يوم اختفاء خاشقجي.
في قضية خاشقجي يمكن الإشارة إلى أمور غابت أو لم تنل حقها من التغطية في ظل انشغال الفضائيات بسؤال وحيد أين خاشقجي، أحي هو أم ميت؟:
أولًا: لم يشفع لخاشقجي تأييده القوي لعاصفة الحزم وإن كان وجه انتقادات لطول فترة الحرب في اليمن مؤخرا، وفي ذلك عبرة لمواطني السعودية ممن لا يزالون يؤيدون العدوان على اليمن بأن تأييد السياسات السعودية لن يشفع لهم، آلاف المشائخ ممن أصدروا الفتاوى حاليا يقبعون خلف السجون، ومئات من معتقلي الرأي.
الأمر الثاني: أن النظام السعودي بلغ من الهشاشة بحيث لم يعد قادرا على تحمل كلمة من مواطن سعودي نفى دوما وصفه كمعارض، ويؤيد النظام الحاكم دون تغيير فقط يطلب بعض الإصلاحات.
والأمر الثالث: أن العقيدة السعودية تتماهى في العقيدة الإماراتية، وهي إنهاء ما عرف بالإسلام السياسي، والذي قام عليه النظام السعودي بزواج المصلحة بين محمد عبد الوهاب والملك عبد العزيز آل سعود، وتحدث بذلك خاشقجي بوضوح على شاشة قناة العربي المملوكة لقطر، وقد يكون ذلك أحد الأسباب التي دعت لقتله أو إخفائه، يمضي محمد بن زايد بوضوح كامل في الإجهاز على تنظيم الإخوان الدولي، ويفعل ذلك تحت الطاولة محمد بن سلمان، وكلاهما لا يتحركان إلا وفق الرغبة الأمريكية قطعا.
وفي ظل المعلومات الجديدة التي أدلت بها النائبة اللبنانية بولا يعقوبيان حول قضية احتجاز رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، واعترفت فيها بأن الحرير كان بالفعل معتقلا وكان يقول ما لا تمليه عليه إرادته، وأمام هذا النظام السعودي غير المستأمن على مواطنيه فيختطفهم كمجرمين ويغضب من السؤال عنهم، لنا أن نتساءل عن وضع القادة السياسيين اليمنيين الذين ذهبوا الى الرياض على قدميهم كما فعل خاشقجي حين دلف الى القنصلية السعودية في تركيا ، وإن كنا نختلف معهم لخيانتهم بلدهم، نسأل هل يمكنهم السفر خارجا، أم هم في حقيقة الامر معتقلون في الرياض؟
وهل على قادة حزب الإصلاح، الحزب الذي حمل الوزر الأكبر في العدوان على اليمن وقدم الآلاف من شبابه خدمة للسعودية، أن يقلقوا في ظل غرام بن سلمان وبن زايد بالتخلص من كل عذول وفي مقدمة أولئك الاخوان.
هل على اليدومي والآنسي ان يتحسسوا رقابهم، هل عليهم فعل ذلك.. ليس مستبعدا، ماسيفرق في المسألة عن وضع خاشقجي هو أن صنعاء لن تعقد صفقة على حساب دمائهم، وان أنصار الله سيكونون ملاذهم للخلاص من ورطتهم التي اوقعوا أنفسهم فيها أسوة بسعد الحريري حليف السعودية ، والذي نجا بفضل امين عام حزب الله السيد نصر الله الذي انقذه من ايدي السعوديين .

قد يعجبك ايضا