التحيتا والدريهمي والمالكي وخاشقجي

عبدالفتاح علي البنوس

يغرق العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي في غيه وإجرامه ووحشيته في حق أبناء شعبنا اليمني من النساء والرجال والأطفال في المحافظات اليمنية المستهدفة من قبل تحالفهم الشيطاني الرجيم ، والتي تمطرها طائراتهم بالقصف اليومي بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليا ، وتستهدفها مدفعيتهم ومرتزقتهم في الجبهات الحدودية ، وجبهات الساحل الغربي والجبهات الداخلية التي يدعمها ويمولها العدوان ويراهن عليها في تحقيق أي انتصار ميداني يمكنهم من التباهي به ، ورفع الروح المعنوية لمرتزقته الذين غرقوا وما يزالون في مستنقع اليمن وباتوا يتجرعون كؤوس المنايا ويسقون السم الزعاف ، ولعل ما ارتكبته آلة القتل والإجرام السعودية والإماراتية والأمريكية في مديرتي التحيتا والدريهمي بمحافظة الحديدة خلال اليومين الماضيين ، والقصف الهستيري والحصار المطبق والوحشية البشعة التي تمارسها ضد أبناء التحيتا والدريهمي واستهداف المستشفيات والمراكز الصحية والمنشآت الحيوية والمساجد وسيارات الإسعاف وكل ما هو متحرك فيهما بهدف السيطرة عليهما .
يراد للدريهمي والتحيتا أن تتحولا إلى أرض محروقة ، يباد كل من فيهما من البشر والحجر والمواشي لتخضع لسيطرتهم وتسقط تحت احتلالهم ، تمنع سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من الدخول لإنقاذ الجرحى وانتشال جثث الشهداء الذين سقطوا نتيجة القصف الجوي والبحري المتواصل عليهما بصورة غير مسبوقة ظنا منهم بأن ذلك سيجلب لهم النصر ويحقق لهم التقدم صوب مدينة الحديدة وتضييق الخناق عليها ، في التحيتا والدريهمي جرائم حرب ضد الإنسانية ترتكب بوحشية مع سبق الإصرار والترصد ، كل هذه الوحشية وكل هذا الإجرام والعالم مشغول بقضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي والذي نتضامن معه وندين اعتقاله من قبل المهفوف واستخباراته ولكننا في الوقت ذاته نستغرب من صمت العالم وتجاهله للمجازر التي ترتكب في الدريهمي والتحيتا وفي بقية المحافظات اليمنية وكأن الدماء اليمنية رخيصة ولا قيمة لها لدى الضمير العالمي والإنساني ، العالم كله تفرغ لمتابعة ملف خاشقجي وتناسوا مجازر القاتل السعودي والإماراتي في اليمن والانتهاكات السعودية للحقوق والحريات داخل السعودية ومن ذلك اعتقالها للداعية والمفكر الإسلامي حسن فرحان المالكي ونجله ومحاكمتهم لهما والذهاب نحو إعدام المالكي وسجن نجله ، كل ذلك والعالم يتفرج وكأن المسألة لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد ، ولا أعلم لماذا التهويل في قضية خاشقجي والصمت واللامبالاة في قضية المالكي ؟! كلاهما يحملان الجنسية السعودية ، وكلاهما ينتميان إلى نظام البترو دولار ، فلماذا هذه المعايير المزدوجة ؟! ولماذا هذه الانتقائية في المواقف وردود الفعل ؟! لماذا لا تظهر الإنسانية ونزعة الدفاع عن الحقوق والحريات إلا مع خاشقجي الإخوانجي ، وتختفي عندما يتعلق الأمر بالمفكر الشيعي حسن فرحان المالكي ؟!
بالمختصر المفيد، جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في الدريهمي والتحيتا ، والتي تأتي متزامنة مع الضجة الإعلامية المترتبة على اعتقال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي والغموض الذي يكتنف مصيره ، والصمت المصاحب لمحاكمة المفكر الإسلامي الدكتور حسن فرحان المالكي ، يبدو أن توقيتها كان مدروسا بعناية ، حيث يراد من وراء ضجة خاشقجي التغطية وحرف الأنظار عن مجازر الدريهمي والتحيتا ومحاكمة الدكتور المالكي الذي حكم عليه بالإعدام بحد السيف في تكرار لجريمة سلمان اللعين ونجله اللعين في حق الداعية نمر النمر الذي أعدم بنفس الطريقة وخضع لذات المحاكمة الصورية التي تستهدف كافة العلماء والدعاة الشيعة المناهضين للغطرسة والإجرام والوحشية والإرهاب السعودي الوهابي ، وهنا لا بد من التحرك والتفاعل الإعلامي مع ما يرتكبه تحالف البعران في الدريهمي والتحيتا ، ومع الظلم الذي يطال المفكر الدكتور حسن فرحان المالكي وكافة المعتقلين في السجون السعودية ، والتضامن مع خاشقجي وفضح الكيان السعودي وتعريته على الملأ ، ولا حاجة للصمت والفرجة ، يجب أن ترتفع أصواتنا لنسمعها للعالم أجمع .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا