عمّار محمد الطيب :200 ألف مغترب يمني في متشجن يشكلون رافدا للاقتصاد الوطني

مستشار وزارة المغتربين اليمنيين في ولاية متشجن الأمريكية عمّار محمد الطيب لـ”الثورة”:

الشعب الأمريكي ليس راضياً عن السياسة الأمريكية المساهمة في جرائم الإبادة بحق اليمنيين
وضع اليمن الإنساني كارثي وعلى الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية في إيقاف العدوان
حاوره/
محمد إبراهيم
قال مستشار وزير المغتربين بولاية متشجن الأمريكية، نائب رئيس الهيئة اليمنية الأمريكية للاحتفالات بالمناسبات الوطنية، عمّار محمد عبدالواسع الطيب، إن اليمن تعيش أوضاعاً كارثية من الدمار والفقر والمجاعة جراء ما تعرضت وتتعرض لو للعام الرابع على التوالي من عدوان سافر، وحصار جائر، لم يسبق أن شهدته اليمن عبر تاريخها.
وأكد الطيب في حديث صحفي لـ”الثورة”: على ضرورة اضطلاع المغتربين اليمنيين في كل دول العالم، بواجبهم الوطني والإنساني تجاه وطنهم الأم، مشيداً بما حققه المغترب في مسار الدبلوماسية الشعبية في ظل الحصار الجائر والتداعيات الكارثية للحرب العدوانية على كل ما هو يمني.
وأوضح الطيب أن الهيئة اليمنية الأمريكية للاحتفالات بالمناسبة الوطنية حريصة على تكريس الاحتفالات بالمناسبات الوطنية ولديها برامجها السنوية، لإقامة الفعاليات والاحتفالات. في أهم ولاية أمريكية من حيث تجمع الجاليات العربية والإسلامية واليمنية، حيث يتجاوز عدد جاليتنا اليمنية فيها الـ 200 ألف يمني, متطرقا إلى جملة من القضايا ذات الصلة بالمغتربين ومواقفهم ونتائج لقاءاتهم بممثلي مدن ولاية متشجن في الكونجرس، وكذا الجاليات العربية والإسلامية والصديقة، لإطلاعهم على مظلومية اليمن وحقيقة ما يرتكبه التحالف من مجازر بحق المدنيين…. إلى التفاصيل:
بداية استاذ عمَّار كيف يتابع أبناء الجالية اليمنية.. في متشجن الأمريكية.. أوضاع الوطن الأم وما يتعرض له من عدوان وحصار ؟!
– نتابع مجريات العدوان والحصار وتصعيداته بين فينة وأخرى بأسف كبير وألم يعتصر القلوب على الأوضاع الكارثية التي آلت إليها الحالة اليمنية، على مرأى ومسمع من العالم والمجتمع الدولي والأممي إزاء ملف مظلومية اليمن، والمؤسف بل والأكثر ألماً هو أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن شركاء في استمرار هذه الحرب العدوانية والعبثية التي لا طائل منها ولا هدف لها سوى إبادة شعب بأكمله بالحصار والتجويع ومنع دخول الدواء إلى البلد. والحقيقة أنني اطلعت عن كثب على الأوضاع في الوطن بعد عودتي لليمن.
على ذكر سفركم إلى اليمن كيف لمستم الأوضاع..؟!
– الأوضاع الإنسانية في اليمن كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ودلالة، فالخدمات الصحية لم تعد تلبي الاحتياج الطبي للمجتمع في ظل انتشار أوبئة خطيرة بدأت تفتك بالمجتمع مثل الكوليرا والدفتيريا وغيرها، كالنقص الحاد في الأدوية، وأيضاً لا تصل إلى المرضى من أصحاب الحالات المزمنة ومعظمهم من قضوا بسبب غياب الدواء في ظل الحصار الشامل والمطبق على أهم مطارات الجمهورية اليمنية كمطار صنعاء وتعز والحديدة وإب وصعدة وكذلك الموانئ.. اليمنيون اليوم يعيشون ظروفاً اقتصادية صعبة، خصوصاً مع تضييق الحصار الخانق على ميناء الحديدة، وما يجري في الساحل الغربي من عدوان ألقى بظلاله على تدفق السلع الغذائية، والمشتقات النفطية إلى البلد، ناهيك عن تفاقم النزوح الداخلي للمواطنين الذين دمرت منازلهم في مختلف المحافظات التي تعرضت ولا زالت تتعرض للقصف البربري.. أيضا هناك تدن في مستوى الخدمات المختلفة كالمياه والكهرباء والطرقات التي طالها القصف، شاهدت وأنا في اليمن دمار المنازل والمباني وصراخ الثكالى.
خلال تواجدكم في اليمن وأنت رجل أعمال معروف ماذا قدمتم من مشاريع خيرية واغاثية..؟!
– بعون وفضل من الله وله الحمد استطعنا خلال تواجدنا داخل الوطن، أداء جزء بسيط من واجبنا الوطني والإنساني، فإلى جانب الأعمال الإغاثية التي حشدنا لها ونحن في الخارج قدمنا ما نستطيع من دعم ومساعدة بمشاريع خيرية (لا أريد ذكرها في هذا المقام) لكنها تعود بالجدوى على المواطن في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها والمعاناة التي يتحملها في ظل الحصار والعدوان. ونفذنا أعمالاً خدمية في التعليم من أهمها إعادة ترميم وتبليط أرضية وأرصفة مدرسة الفرات للبنات في شارع الزراعة على نفقتنا الخاصة. وكذلك الإسهام في دعم الجمعيات الخيرية التي تقوم بتوزيع السلال الغذائية على المعوزين والنازحين. كما قمنا بالمساهمة بـ 500 ألف ريال في دعم وتشجيع عامل النظافة بمناسبة عيد العمال.
كمستشار لوزارة المغتربين اليمنيين في ولاية متشجن الأمريكية. كيف تقيمون أداء المغترب اليمني تجاه ما تشهده اليمن من عدوان وحصار أغلق نوافذ الدبلوماسية في وجه صنعاء ؟
– المغترب اليمني قدم الكثير في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية، ورغم التحديات ورغم العواصف التي تهدد وحدة النسيج اليمني، إلا أن هناك تفاعلاً إيجابياً ورفضاً دائماً لأي تدخل خارجي، وهناك التفاف كبير للمغتربين اليمنيين في أمريكا وغيرها، استطاعوا اختراق هذا الحصار وفعلوا الدبلوماسية الشعبية، التي هي المساحة التواصلية الأهم من الدبلوماسية السياسية، خصوص في ظل الحصار المطبق على الدبلوماسية الرسمية، بين صنعاء والعالم، وما تزامن مع هذا العدوان السياسي والدبلوماسي الصارخين، من صمت دولي تجاه ما يجري لليمن، لكن المغتربين اثبتوا أن علاقات الشعوب هي الدبلوماسية الحقيقية لتواصل الأمم والدول، حيث أوصلوا مظلومية اليمن إلى المحافل الدولية والأممية عبر وقفات احتجاجية لفتت أنظار العالم..
ما هي اتجاهات نشاطاتكم كمستشار للوزارة في متشجن الأمريكية. ؟!
– يمضي نشاطنا باتجاه تعزيز التواصل بين أبناء الجالية وحشدهم لإقامة الفعاليات والأنشطة الجماهيرية أمام المؤسسات الرسمية بولاية متشجن الأمريكية، بهدف الضغط المستمر لإيجاد قرارات أممية بإيقاف هذه الحرب الظالمة، ورفع الحصار، أيضاً هناك جوانب خدمية لأبناء الجالية في الولاية، سواء خدمات التواصل بالوطن الأم أو حل مشاكلهم مع الجهات الرسمية في الولاية. وكذلك الاسهام مع رموز الجالية اليمنية القيادية في الولاية بشكل مكثف لحشد أبناء الجاليات اليمنية والعربية والإسلامية، والحقوقيين والناشطين الدوليين إلى أمام مركز الولاية، وأحياناً إلى أمام المنظمات الدولية والأممية بنيويورك لإيصال مظلومية اليمن إلى هذه الجهات ومكاشفة الرأي العام الأمريكي والعالمي بحقيقة ما يجري في اليمن من جرائم حرب إبادة ومجازر بربرية بحق المدنيين. إضافة إلى حشد جهود المغتربين اليمنيين في أمريكا وغيرها من الدول لمساعدة النازحين المتضررين في تهامة وفي صعدة وغيرها من المحافظات التي عاشت وتعيش أوضاعاً إنسانية صعبة.
على ذكر الجاليات العربية والإسلامية, تعد ولاية (متشجن) الأمريكية مركزاً رئيسياً لتمركز الجاليات العربية والإسلامية, ومن خلال علاقاتكم بها, فما هو موقف هذه الجاليات من العدوان والحصار على اليمن.. ؟!
– الجاليات اليمنية والعربية والإسلامية الأمريكية وغيرها تدين العدوان الغاشم على اليمن من قبل تحالف العدوان بقيادة السعودية بل ويلعنونهم لقتلهم الأبرياء وحصارهم لشعب فقير، خصوصا في الفترة الأخيرة التي شهدت صراحة وفق تقارير منظمات أممية ودولية كبرى بأن الوضع في اليمن كارثي وبلغ أعلى درجات خطورته، حيث صار غالبية سكان اليمن يحتاجون الى المساعدات الإنسانية.
وبالنسبة للشعب الأمريكي هل هو راض عن السياسية الأمريكية ومشاركتها في قتل اليمنيين. ؟!
– من خلال تواصلنا ولقاءاتنا مع الأصدقاء الأمريكان بمن فيهم ممثلو مدن ولاية متشجن الأمريكية في مجلس الشيوخ الأمريكي وجدنا أنهم غير راضين بما تلعبه السياسة الأمريكية من اسهام مباشر في قتل اليمنيين وتدمير اليمن وبنيتها ومواردها.. وقد سمعنا ضغوطات هامة في الكونجرس على الإدارة الأمريكية بضرورة منع تزويد السعودية بالسلاح وإيقاف الحرب التي قتلت أطفال اليمن.
خلال الفترة المقرونة بالعدوان والحصار علق عدد من المرضى والطلاب اليمنيين خارج الوطن ماذا عملتم بهذا الخصوص. ؟
– لقد عكست الجاليات اليمنية المنتشرة في العالم تميزا لافتا وحضاريا تجاه ملف العالقين من المرضى والطلاب والمسافرين جراء الحصار المفروض على المطارات اليمنية، ونحن في رئاسة وأبناء الجالية اليمنية الأمريكية في متشجن ساهمنا في الدعم المباشر للمرضى اليمنيين خصوصاً أولئك العالقين في الخارج بسبب الحصار الذي شل مطار صنعاء والحديدة وتعز وغيرها من المطارات اليمنية، عبر إيوائهم وتقديم المساعدات لهم. ودعم ومساعدة الطلاب المبتعثين على حساب الدولة أو على نفقاتهم الخاصة خصوصا أولئك الذين تقطعت بهم السُّبل ولم يستطيعوا دفع ما عليهم من أقساط وإيجارات. بعد تأخر اعتماداتهم الربعية أو الذين تضررت أسرهم جراء انقطاع الرواتب فلم تستطع مواصلة دعمهم. والعمل على حل المشكلات والعراقيل التي تعيق أبناء الجاليات اليمنية في أعمالهم ومشاريعهم من خلال التواصل مع الجهات الرسمية في الولاية.
استثماريا, ما هي رؤيتكم تجاه ما لحق ببيئة الاستثمار اليمنية في ظل العدوان والحصار. ؟!
– الحروب والصراعات بكل أشكالها هي العدو الأول والحقيقي لرأس المال سواء كان وطنياً أو أجنبياً، فما بالك بعدوان وحصار شامل ترتب عليهما وللعام الرابع على التوالي رحيل جميع الرساميل المحلية والأجنبية، ولكن من ناحية أخرى تتصل بقيم الوطنية وأخلاق المجتمع اليمني المعروف بإصراره على البقاء في وجه العواصف هناك رجال أعمال وبيوت تجارية صمدت ولا زالت تعمل، وهناك رجال أعمال تقدموا للاستثمار في اليمن رغم كل التحديات التي يفرضها العدوان والحصار.
وأنت رئيس الشركة اليمنية الأمريكية للاستثمار, ماذا قدمتم في هذا الجانب.؟!
– لقد حرصنا على العودة إلى الوطن، وأثناء إقامتي في اليمن قمت بإنفاق رأس مال كبير في مشاريع استثمارية عقارية وعمرانية وبما يساهم في النهضة البنيوية للبلد وتوفير فرص العمل وتحريك سوق الإنشاءات ومواد البناء وما يقوم على ذلك من قيم مضافة تخدم الشباب والمجتمع.. كما قمنا مع مجموعة من رجال الأعمال بإنشاء شركة أدوية جديدة تسعى لتوفير الأدوية بأسعار مناسبة لأوضاع الناس المعيشية. كما قمنا بإنشاء شركة اتصالات جديدة. وأسسنا لإنشاء مشروع صناعي كبير للعلب والأكياس الكرتونية التي ستكون خادمة وموائمة لصحة البيئة كبدائل مثلى للعلب والأكياس البلاستيكية التي أضرت بالبيئة وعملت على توسيع خطر الإصابات بالأمراض السرطانية.
هل لديكم تصور معين لحشد كثير من الشراكات الاستثمارية بين المغتربين تصب في خدمة الوطن بحكم مركزكم الوظيفي كمستشار للوزارة وبحكم نشاطكم الاستثماري.؟!
– بحكم مركزي الوظيفي كمستشار لوزارة المغتربين اليمنيين في متشجن الأمريكية، وبحكم نشاطي الاستثماري، اعتزم وضع برنامج عملي تتبناه الشركة اليمنية الأمريكية الاستثمارية، يتمثل في حشد رجال الدال والأعمال اليمنيين المغتربين لإقامة تحالفات وشركات استثمارية واسعة في الوطن لما من شأنه الحد من البطالة التي اتسعت رقعتها في ظل العدوان والحصار، وفي ظل تدمير الموارد والمصادر الاقتصادية، وذلك من خلال خلق فرص العمل ودعم أفكار الشباب ومشاريعهم في الداخل.
ماذا عن تفاعل الجالية اليمنية في ولاية متشجن الأمريكية. فيما يتصل بالمناسبات اليمنية. خصوصا وأنت نائب رئيس الهيئة اليمنية الأمريكية للاحتفالات بالمناسبات الوطنية ؟
– لا ينفصل المغترب اليمني أينما نزل أو حل عن وطنه، حيث يتفاعل مع أحزانه وآلامه، ويبتهج بأيام افراحه، ومناسباته الوطنية الخالدة، بل هذه المناسبات تشكل بالنسبة لأبناء الجالية فرصة للتواصل المستمر، مع الوطن الأم ومع بعضهم البعض في المهجر. وتبعاً لذلك فالهيئة اليمنية الأمريكية للاحتفالات بالمناسبات الوطنية حريصة على تكريس الاحتفالات بالمناسبات الوطنية ولديها برامجها السنوية، لإقامة الفعاليات والاحتفالات. في أهم ولاية أمريكية من حيث تجمع الجاليات العربية والإسلامية واليمنية، حيث يتجاوز عدد جاليتنا اليمنية فيها الـ 200 ألف مغترب يمني تقريباً. هؤلاء يشكلون رافداً هاماً من روافد الاقتصاد اليمني.

قد يعجبك ايضا