معاناة المرأة في فيلم.. هل ينصفها الواقع؟!

 

عبدالرحمن علي الزبيب

العنف والانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في العالم ومنها وطني سببها الرئيسي انخفاض مستوى الوعي المجتمعي بأن ما يمارس من انتهاكات ضد المرأة هو عنف لا مسوغ له يجرف المجتمع بعيداً عن مساره الطبيعي الإنساني.
مهما كتبنا لن نستطيع رفع مستوى الوعي المجتمعي وتصحيح اختلالاته ولكن الصورة والفيلم والصوت توصل رسائل أكثر وضوحاً لجميع شرائح المجتمع تحدد المشاكل بشكل درامي مشابه للواقع ينقل الألم والوجع من الانتهاك وينقل ايضاً الفرحة والألم بمعالجة ذلك الوجع، لذلك نقول ان الفيلم الإيجابي أنصف المرأة و مطلوب أن ينصفها الواقع .
بسبب ضعف الوعي المجتمعي تتكرر الانتهاكات ضد المرأة كأسطوانة مشروخة بلا توقف بسبب عدم معرفة المنتهكين لحقوق المرأة وبأن ما يمارس ضدها عنف لو علموا لانخفض حجم الانتهاكات هل يعرف المجتمع بأن :
حرمان المرأة من حقها في التعليم عنف؟
حرمان المرأة من الميراث القانوني عنف؟
حرمان المرأة من حقها في التملك عنف؟
حرمان المرأة من حقها في التقاضي والمطالبة بالإنصاف والعدالة عنف؟
حرمان المرأة من حقها في الحياة بكرامة إنسانية وتعريضها للاعتداء الجسدي عنف؟
حرمان المرأة من حقها في الزواج واختيار شريك حياتها عنف؟
حرمان المرأة من التمتع بطفولتها البريئة وإقحامها في كارثة زواج مبكر عنف؟
كانت جميع هذه العناوين وعناوين أخرى موضوع أفلام تم استعراضها وتقييمها في إحدى قاعات منظمات المجتمع المدني يوم الأربعاء 14/ نوفمبر / 2018م تمهيداً لحملة الستة عشر يوماً العالمية لمناهضة العنف وتم دعوتي للمشاركة في تقييم تلك الأفلام التي تهدف إلى خلق وعي مجتمعي ينبذ العنف القائم على النوع الاجتماعي التي كانت ثمرة مشروع نفذ برعاية صندوق الأمم المتحدة للسكان.
كانت الأفلام الستة التي تم استعراضها هي الأفلام التي تأهلت في المسابقة التي شارك فيها آلاف الشباب والمؤسسات الإعلامية وكانت بالفعل أفلاماً رائعة جداً لامست أهم عناصر معاناة المرأة وتضمنت تشخيصا وعرضا للمشاكل بشكل رائع نقلت اوجاع المرأة عبر الشاشة الفضية وتم اختتامها بمعالجة لتلك المشاكل.
ونعتبر تلك الأفلام وسائل هامة لتغيير الوعي المجتمعي وتصحيح التشويش الذي رافق بعض مظاهر العنف التي يكتوي بنيرانها جميع افراد المجتمع بلا استثناء ولا تمييز، فأي عنف على أي جزء من المجتمع يؤثر بشكل خطير على الجميع مثل النار اذا اشتعلت تحرق الجميع حتى من أشعلها سيصاب أيضاً بأضرارها.
الأفلام كوسيلة توعوية إيجابية توصل الرسالة بشكل مباشر وملموس للجميع للمتعلم وغير المتعلم للمثقف وغير المثقف للإنسان النخبوي والانسان العادي الجميع تصل إليهم رسالة واضحة ومباشرة لتحقق تغيير إيجابيا ولتساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي نحو المشاكل المحيطة بهم .
كانت ستة أفلام رائعة أوصلت رسائل هامة للمجتمع وعرضت المشكلة والحل فيها .
ولكي لا نقتل فكرة تلك الأفلام الرائعة والتي من المفترض ان يتم استعراضها بعد استكمال إجراءات اصدار التصاريح الرسمية لعرضها في حملة الستة عشر يوماً لمناهضة العنف الذي سيبدأ في نهاية شهر نوفمبر 2018م وحتى يوم 10 ديسمبر 2018م .
وفي الأخير:
نؤكد على أهمية استخدام وسائل إبداعية لرفع مستوى الوعي المجتمعي لمعالجة الظواهر والمشاكل المجتمعية وعدم التوقف والتقوقع في وسائل محددة لنقل رسائل إيجابية للمجتمع بشكل متوازن ومحفز ولإحداث تغيير مجتمعي إيجابي ينبذ العنف ويعزز السلام والأمان والتسامح المجتمعي باعتباره إحدى ركائز التغيير الإيجابي الشامل كون الوعي هو الأساس في إحداث أي تغيير لا يمكن إحداث أي تصحيح او تغيير إيجابي دون استهداف الوعي المجتمعي وإقناعه بالتغيير الإيجابي وهذا ما قامت به هذه الأفلام القصيرة التي أوصلت رسائل رائعة وإيجابية نقلت أوجاع وألم المرأة وشخصت السبب والمشكلة ووضعت أجنحة الأمل لتتجاوز المرأة الألم بصمودها وعدم استسلامها للعنف الخاطئ فمهما كان العنف قاسياً فالتسامح والسلام والأمان والكرامة الإنسانية أقوى وأرقى وبالصمود تتحقق كل الأحلام والآمال بأكثر مما توقعناه لأن العنف يعتبر أخطر انتهاكات حقوق الانسان .
ربما تكون هذه الأفلام خطوة وقفزة كبيرة في الاتجاه الصحيح لمعالجة مظاهر العنف في المجتمع بنقل الألم الكامن في جوف ذلك الانسان بدلاً من بقائه كالنيران تحت الرماد تقوم الأفلام بإخراج تلك النيران ونقل الوجع ببشاعته وعنفه لتنطفئ تلك النيران بمعالجة أسبابها.
نعم تلك الأفلام القصيرة وجميع الأفلام الهادفة لها دور كبير في معالجة المشاكل المجتمعية وقد انصفت المرأة، فهل ينصفها الواقع؟

قد يعجبك ايضا