اليمنيون والرسول.. علاقة وروابط متجذرة منذ البعثة وإلى يوم القيامة

العلامة بن عقيل:
– في أحاديث الرسول إشارات لما نحن فيه اليوم من تجمع عالمي يعتدي على اليمن
– أربعة أعوام من العدوان والحصار الكوني تختزل أربعة قرون تتصاعد فيها روابط أهل اليمن برسول الله محمد
الثورة / أحمد المالكي
الحشود المليونية التي توافدت الى ميدان السبعين بمناسبة المولد النبوي الشريف 0441هجرية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك مدى الارتباط العميق والأصيل بين أهل الحكمة والإيمان مع الرسول الكريم وهي رابطة وعلاقة متجذرة في وجدان كل يمني من ابناء الأنصار عبر التاريخ منذ البعثة وإلى الآن .. هذة العلاقة والرابطة القوية عمل أعداء اليمن وعلى رأسهم الوهابية السعودية على إخفائها ومحاربتها عن طريق تقليل الزخم الذي شاهدناه في حشود السبعين في الاحتفال النبوي لليمانيين هذا العام.. هذا الزخم بالتأكيد تم إحياؤه من جديد عن طريق القيادة الثورية النبوية التي أسسها السيد حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- والمسيرة القرآنية التي يقودها الآن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي كل ذلك يعكس مدى التفاف الشعب اليمني حول القيادة الثورية المحمدية .

عندما نشاهد اليمنيين يحتفلون بميلاد الرسول بهذا الزخم العظيم الذي لا يقارن فهم يحيون هذا اليوم بتاريخه وقيمه وآدابه وتعاليمه برغم هذا العدوان والحصار الغاشم والشامل الذي يشارف على العام الرابع تواليا ومع ذلك فاليمنيون يزدادون إصرارا وعزيمة وحبا وتعمقا وتعميقا لجذور العطاء والمحبة من خلال إحياء مولد خير البرية عليه وعلى آله افضل الصلاة والتسليم.
وبلا شك فإن احتفال اليمنيين بهذه القوة وبهذا الزخم الكبير والمنقطع النظير يوصل رسائل بأننا أمة محمدية تنهج النهج المحمدي وأن مواجهتنا لأعداء الاسلام تنطلق من خلال هذه المنهجية والمدرسة المحمدية المتكاملة والتي نشاهد قوتها وزخمها وانتصاراتها ليس ما رأيناه من عظمة وحشود جماهيرية يمنية إيمانية يوم الثلاثاء اثناء إقامة الفعالية المركزية بميدان السبعين وباقي الميادين في المحافظات الاخرى فقط بل طيلة ما يقارب أربعة أعوام من العدوان والحصار وطيلة اربعة عشر قرناً تتصاعد فيها روابط أهل اليمن برسالة الاسلام وبرسول الإسلام والسلام محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا..
وها هم اليمنيون برغم الحصار والحرب الذي تجمع فيه عليهم شياطين العصر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا والمنافقون الاعراب السعوديون والاماراتيون ومرتزقتهم ومن لف لفيفهم من الداخل والخارج لإحياء قدوة وأسوة رسول الله إنها الهوية اليمانية الإيمانية القديمة الاصيلة التي نراها اليوم تحيي مناسبة المولد النبوي الشريف بهذا الاحتفال الفرائحي الابتهاجي الكرنفالي الفريد الذي يرسل رسائل قوية وخارقة تغيظ الأعداء ففي الوقت الذي تنكر له فيه كفار مكة 13 عاما وحوصر ثلاثا في شعب بني هاشم ورجم في الطائف حتى سال الدم من رأسه وقدمه فداه نفسي وروحي ودمي وعندما حوصر ليلة الهجرة من اربعين مقاتلا من اشد الشباب المقاتلين بين اعراب قريش ارادوا سفك دمه الطاهرة وتفريقها بين القبائل ثم حصلت المعجزة الإلهية والقى الله النوم في من ارادوا قتله ثم هاجر من مكة ليلا ناجيا بنفسه ودينه الى قبائل الأوس والخزرج في المدينة المنورة وهم الأنصار الذين خرجوا حينها لاستقباله والاحتفال به بالزامل اليمني الاصيل المعروف(طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع) الى آخر الزامل متحدين اعداء الرسول واعداء الاسلام في ذلك الوقت.
واليمنيون وحدهم فقط دخلوا الإسلام أفواجا في دين محمد دين الله الواحد القهار الذي اصطفى رسوله لتبليغه الى الناس أجمعين رحمة وهدى للعالمين وهنا في اليمن وجد موطن الانصار الذين آووا المهاجرين مع الرسول في المدينة هم اليمنيون اصلا وفصلا ثم في ثلاث سنوات تم اجتثاث اليهود من الجزيرة العربية وانتشر الدين المحمدي والأخلاق القرآنية في كل الجزيرة العربية خلال عشر سنوات وأصبح موطن العرب للعرب بعد القضاء على اليهود رأس الفتنة والحروب.
اليوم اليمنيون الذين يحتفلون هم أحفاد أول من احتفل برسول العالمين واليمن واليمنيون عبر التاريخ والى وقت قريب دائما يحتفلون بالمولد النبوي الشريف من حضرموت الى المهرة وصنعاء وتعز وكل المدن والمحافظات اليمنية في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب اليمني كل بطقوسه وعاداته الاحتفالية بالذبائح والعزائم واقامة الولائم وصلة الرحم والزينة وغيرها من الطقوس الفرائحية المتنوعة التي اعتاد اليمنيون ان يقيموها عبر التاريخ للاحتفال بالمولد النبوي الشريف ولكن ومع انتشار الفكر الوهابي الاخواني الداعشي السعودي الصهيوني خفت هذه المظاهر الاحتفالية واقامة الموالد وغيرها الى أن ظهرت القيادة القرآنية الفذة بظهور المجدد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ثم وجود القيادة الحالية ممثلة بقائد الثورة السيد عبد الملك ابن بدر الدين الحوثي الذي قاد ثورة 21 سبتمبر والتي أعادت وجددت عنفوان الارتباط اليماني الايماني بالرسول الأعظم.
ومع الأسف الشديد هناك الآن من يعيب على أهل اليمن أنهم يحتفلون ويحيون مناسبة مولد الرسول عليه وآله افضل الصلاة والسلام ويقولون أنها بدعة في حين أنهم يحتفلون بعيد الكريسمس وعيد الحب ويعدون المظاهر الاحتفالية وينفقون مليارات الدولارات لاستقبال ترامب ونتنياهو ولا يعتبرون ذلك من البدع..اذا اولئك هم أهل البدع واليمنيون هم اهل الاصالة واهل الحكمة والأيمان الموصوفين هكذا من قبل محبوبهم النبي الخاتم صلى الله علية وسلم.
العلامة سهل ابن عقيل لخص علاقة اليمن وإحياء الرسالة فقال إذا رأينا في التاريخ منذ البعثة المحمدية الى يومنا هذا سنرى صدق قوله صلى الله عليه وآله وسلم (بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ..الحديث أو معناه وهنا بعد انتشار الرسالة المحمدية الى حيث يصل الحافر حيث قالها صلى الله عليه وآله وسلم لعمه ابي طالب عندما جاء المشركون ليساوموه على دم المصطفى وإيقاف رسالته والتمسك بآلهتهم وإلا فهي الحرب والمقاطعة وقد حقق الله قول نبيه صلى الله عليه وآله وسلم (لاتزال فرقة من أمتي قائمة على الحق وإن خالفها الناس )الحديث او معناه في حديث الاثنتين وسبعىن فرقة وإنا نرى في هذا الحديث وفي هذه الأقوال ما يشير إلى ما نحن فيه الآن فقد تجمعت الأمم علينا من شرقها وغربها والمنظمات التخريبية ليخمدوا هذه الشعلة (الثورة الشعبية) ‘(ويأبى الله إلا أن يتم نوره )'(ولينصرن الله من ينصره) وقوله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم:(الإيمان يمان والحكمة يمانية وإني لأجد نفس الرحمن من جهة اليمن)..وهذه حسب العلامة بن عقيل -مفتي محافظة تعز- إشارة واضحة (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) ويضيف العلامة بن عقيل “ويقول : فإذا عرفنا المعنى في هذا الشيء بقوله صلى الله عليه وآله وسلم:(وإني لأجد نفس الرحمن من جهة اليمن) إذا أنه مهما تخلى الناس عن الإسلام في كل أنحاء المعمورة فإنه يبقى متجذرا عميقا إلى يوم القيامة في هذا البلد الطيب (بلدة طيبة ورب غفور) وهي اليمن وكفى بها من إشارة وشهادة هي من شهادة الله عز وجل خالق الخلق جميعا.
إنها ثابتة وإنها حق وإن ثورتنا هذه هي من نفس الرحمن الذي لا يموت والميت لا يتنفس كما هو معلوم بالحقيقة فالرحمن حي لا يموت. والخلاصة التي. نستخلصها من كلام العلامة بن عقيل ومما سبق أن الله اصطفى أهل اليمن لحماية الاسلام وتجديد مبادئ وقيم القرآن الرباني المحمدي. وهي رابطة وعلاقة قديمة جديدة متجددة بين أهل اليمن والرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم منذ 1440 عاما والى اليوم بل وإلى يوم القيامة.
وهنا في اليمن يوجد شعب وقيادة الحق الذين يواجهون أهل الشرك والنفاق كلهم أمريكيين وصهاينة ويهودا واعرابا سعوديين وإماراتيين ومن لف لفيفهم من المرتزقة والعملاء من هنا وهناك. والنصر بلا شك لأهل الحق أهل اليمن موقنون به نراه قريبا يلوح في الافق.

قد يعجبك ايضا