رفض شعبي واسع في الجزائر وموريتانيا لزيارة بن سلمان

رئيس الوزراء الكندي يبحث قضيتي اليمن وخاشقجي مع بن سلمان:

عواصم/ وكالات
شهدت موريتانيا، غضباً واسعاً بسبب زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمس، وفق ما أعلنته وسائل الإعلام الموريتانية يوم السبت.
ولقيت زيارة ابن سلمان المزمعة حالة غضب مماثلة لما يحدث في الجزائر، بسبب قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وحرب اليمن.
وسبق أن أعلنت وسائل الإعلام الموريتانية، أن ابن سلمان سيستكمل جولته الإقليمية، يزيارة موريتانيا، وسيقوم بعدها بالذهاب إلى الجزائر بزيارة تستمر ليومين.
من جهته، أعلن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (ائتلاف أحزاب المعارضة الرئيسية في موريتانيا) رفضه للزيارة المقرر أن يؤديها ولي العهد السعودي لموريتانيا أمس الأحد.
وقالت أحزاب المعارضة الرئيسة في بيان مشترك،إنها لا ترحب بالزيارة، وأوردت في البيان سبب ذلك، قائلة: “يأتي رفضنا لما أحدثه محمد بن سلمان من مواقف أضرت بالمصالح الحيوية للعرب والمسلمين، وذلك من خلال التنسيق مع أمريكا من أجل تصفية القضية الفلسطينية، والاعتداءات السافرة على حقوق الإنسان وحرية التعبير”.
وأدانت المعارضة بشدة “الجريمة الشنيعة التي راح ضحيتها الصحفي جمال خاشقجي، ونطالب بتحقيق جدي وشامل لتحديد المسؤولين الحقيقيين عن هذه الجريمة ومحاكمتهم محاكمة عادلة لينالوا العقاب المستحق”.
وأضاف البيان: “يقوم ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بزيارة لبلادنا. إن هذه الزيارة تأتي في ظروف تملي على كل المتمسكين بعدالة قضية الشعب الفلسطيني والمدافعين عنها في وجه الطغيان الإسرائيلي والداعمين له، وعلى كل المناضلين من أجل حقوق الإنسان وحرية الصحافة وحرية التعبير، أن يعربوا عن عدم ترحيبهم بها”.
على صعيد متصل رفض صحفيون ومثقفون جزائريون وأحزاب سياسية، زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لبلادهم، أمس الأحد لارتكابه مجازر بحق المدنيين في اليمن واغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
وأصدر الصحفيون والمثقفون، بيانا، اعترضوا فيه على زيارة ولي العهد السعودي، وحملت رسالة وقع عليها 17 شخصية إعلامية وثقافية، عنوان: “لا لزيارة محمد بن سلمان”.
وأوردت: “تستعد الجزائر لاستقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في وقت كل العالم على يقين بأنه الآمر بجريمة فظيعة في حق الصحفي جمال خاشقجي”.
ومن بين الموقعين الـ17 الكاتب والصحفي كمال داود الفائز بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية لفئة أفضل رواية أولى في 2015، والروائي رشيد بوجدرة صاحب سيناريو فيلم “وقائع سنين الجمر” الحائز السعفة الذهبية لمهرجان كان (1975).
ووقع البيان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي تأسست في بداية ثلاثينيات القرن الماضي وتلقى احتراما لدى الجزائريين.
وأضاف بيان معارضي زيارة ولي العهد السعودي: “إنه بقتل جمال خاشقجي بطريقة بربرية وقاسية فوق الخيال على يد أتباع ولي العهد، يظهر وجهه الحقيقي الكاتم لأي إحساس إنساني وباستقبال ولي عهد السعودية، فالجزائر الرسمية ليس بإمكانها إعطاء منحة تشجيعية للسياسة الرجعية لهذه المملكة المصدرة ليس فقط للبترول وإنما للأصولية الوهابية أيضا التي تتدحرج بسرعة إلى أصولية عنيفة”.
ورفضت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، زيارة ابن سلمان، واعتبرتها “استفزازا” للجزائريين، كما نقلت عنها الصحف الجزائرية.
بدوره، عارض حزب حركة مجتمع السلم الإسلامي زيارة ابن سلمان، لأنها “لا تخدم صورة الجزائر ولا سمعتها” كما قال رئيس الحزب عبد الرزاق مقري في تصريح لوسائل الإعلام قبل أسبوع.
وقال مقري: “الظروف لا تسمح للجزائريين بأن يرحبوا بولي العهد السعودي هو مسؤول عن قتل أعداد هائلة من الاطفال والمدنيين في اليمن وسجن العديد من السعوديين بغير جرم وكان آخرهم الجريمة الداعشية ضد الصحفي جمال خاشقجي”.
وقد لاقت زيارة بن سلمان للعدد من الدول العربية والأوروبية استياء شعبيا واحتجاجات في كل من تونس ومصر والأرجنتين لجرائمه بحق المدنيين في اليمن بالإضافة الى جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول .
من جانب آخر ذكر رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، أنه أجرى “حديثاً نزيهاً” بالأرجنتين مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تناول الخلاف الدبلوماسي بين البلدين وقضيتي اليمن وخاشقجي.
وقال ترودو، في مؤتمر صحفي عقده أمس الأول في ختام أعمال قمة “G20” في بوينس آيرس الأرجنتينية: إنه بحث مع ولي العهد السعودي الجمعة قضية الناشطين الحقوقيين المحتجزين في السعودية والتي أسفرت عن اندلاع أزمة دبلوماسية بين البلدين في أكتوبر الماضي.
وقال ترودو إنه أكد لمحمد بن سلمان في هذا السياق أن كندا “ستقف دائماً بقوة ووضوح دفاعاً عن حقوق الإنسان”.
وأشار رئيس الوزراء الكندي كذلك إلى أنه أبرز خلال اللقاء قضية “الكارثة الإنسانية” في اليمن، مضيفاً: “أكدت بصورة واضحة أن كندا تشعر بالقلق من هذا الوضع”.
كما لفت ترودو إلى أنه قال لابن سلمان إن على السعودية أن تقدم “أجوبة أفضل” عن الأسئلة القائمة بشأن مقتل خاشقجي، الصحفي السعودي المعروف بانتقاداته لقيادة السعودية والعامل في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الذي تم اغتياله يوم 2 أكتوبر بمقر قنصلية بلاده في اسطنبول.
وفي تعليقه على حواره القصير مع ابن سلمان، قال ترودو: “إجراء محادثات نزيهة ومباشرة أفضل من عدم التكلم”.
وتدرس كندا فرض عقوبات على المتورطين في قتل خاشقجي بالتزامن مع استمرار الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين بعد إعلان السعودية يوم 5 أغسطس تجميد علاقاتها التجارية مع كندا وطرد سفيرها من السعودية واستدعاء سفير الرياض من أوتاوا رداً على تصريحات الخارجية الكندية التي أعربت فيها عن قلقها العميق من اعتقال السلطات السعودية عدداً من النشطاء الحقوقيين داعية إلى إخلاء سبيلهم “فوراً”.

قد يعجبك ايضا