ستوكهولم: (النصر صبر ساعة)

 

إبراهيم محمد زايد

مع بدء المفاوضات في ستوكهولم رسائل ثلاث:
الرسالة الأولى : للشعب اليمني البطل والصامد الذي أذهل العالم بقوة إيمانه بعدالة قضيته وبوعيه وإدراكه لطبيعة العدوان والأهداف الحقيقية التي تقف وراء هذا العدوان والمتمثلة في السيطرة على ثروات اليمن والنيل من استقلاله وإبقائه تحت الوصاية وتدمير كل قيمه وأخلاقه وأصالته ، وتعطيل دوره الحضاري والتاريخي ، ولعل أهم ما يجب التأكيد عليه في هذه الرسالة ، بأن هذه المفاوضات لم تأت من فراغ ، وإنما جاءت كنتيجة لما أظهره اليمنيون من قوة وإصرار على مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الظالم وعدم الاستسلام لتنفيذ مخططاته ، والتفافهم خلف قيادتهم ووقوفهم مع جيشهم ولجانهم الشعبية البطلة ، في خندق الدفاع عن الأرض والعرض حتى بات النصر على الغزاة والمحتلين وشيكاً ، وكما يقال في المثل : النصر صبر ساعة ، ما يعني ضرورة ألا يعول الشعب اليمني كثيراً على هذه المفاوضات وأن تكون الاحتمالات في عدم نجاحها حاضرة في الأذهان ، وأن الكفاح والقتال ورفد الجبهات بالمقاتلين ضد المعتدين والغزاة المحتلين لن يتوقف لا مع المفاوضات ، ولا بعد فشل المفاوضات ، إذا لم تؤد إلى وقف العدوان وإنهاء كل مظاهر الاحتلال وتعويض اليمنيين عما لحقهم من القتل والتدمير وجبر الأضرار الناتجة عن هذا العدوان الظالم والغاشم .
الرسالة الثانية: إلى الجيش واللجان الشعبية، نقول لهم: أنتم الورقة الرابحة في أي مفاوضات وأنتم مصدر النصر وسببه، وما تصدرونه من ملاحم البطولة في ميادين العزة والكرامة والصمود الأسطوري هو ما أجبر العدو على الجلوس في طاولة المفاوضات ، فلا تتراخى قبضاتكم ولا تلين عزائمكم ، فالعدو يتربص بكم وبشعبكم ووطنكم الدوائر ، (فلا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون) ، فالثبات .. الثبات.. فوالله لقد أصبح العدوان في نهايته، ولقد أصبح النصر قريباً بإذن الله تعالى.
الرسالة الثالثة: للوفد الوطني إلى مفاوضات ستوكهولم :
أنتم الوفد الذي يمثل الشرعية الحقيقية ، شرعية الدفاع المقدس عن الأرض والعرض ضد العدوان السعودي الأمريكي وقوى التحالف الظالم التي سفكت دماء اليمنيين وانتهكت أعراضهم ، ولم تستثن طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً ، ودمرت مؤسسات الوطن وبناه التحتية ..
ما يريده الشعب منكم هو أن تدخلوا هذه المفاوضات ورؤوسكم مرفوعة إلى عنان السماء ، تؤيدكم انتصارات وثبات جيشكم المغوار واللجان الشعبية المجاهدة والصابرة ودماء الشهداء والجرحى ، وتؤيدكم مظلومية الضحايا من الأطفال والنساء والمدنيين ، ويؤيدكم الحق في العيش بكرامة على أرضكم وبسلام، ودون وصاية من أحد ..
والله المستعان وهو نعم المولى ونعم النصير ..

قد يعجبك ايضا