ترامب وصهره يدافعان عن ولي العهد السعودي رغم تقرير المخابرات

مشروع قرار أمام مجلس الشيوخ يحمّل ابن سلمان مسؤولية اغتيال خاشقجي

عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على الرغم من تقييم وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) الذي يفيد بأنه أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي, غب ظل مناشدات من أعضاء بمجلس الشيوخ له بالتنديد بحاكم السعودية الفعلي.
ورفض ترامب التعليق على ما إذا كان الأمير محمد متورطاً في القتل، لكنه أبدى دعمه لولي عهد السعودية منذ مقتل خاشقجي قبل أكثر من شهرين، وقال في مقابلة مع رويترز في البيت الأبيض: “هو زعيم السعودية, وهي حليف جيد للغاية”.
وسألت رويترز ترامب عما إذا كان دعمه للسعودية يعني دعمه للأمير محمد فقال: “حسناً.. يعني ذلك بالتأكيد في الوقت الحالي”.
وكانت مصادر مقربة من الديوان الملكي أبلغت رويترز أن بعض أفراد العائلة الحاكمة في السعودية يسعون سعياً حثيثاً لمنع الأمير محمد من أن يصبح ملكاً، وأنهم يعتقدون أن أمريكا وترامب قد يلعبان دوراً حاسماً في ذلك الأمر.
وقال ترامب: “لم أسمع بذلك تماماً.. بصراحة لا يمكنني التعليق عليه؛ لأنني لم أسمع به على الإطلاق. في حقيقة الأمر إذا كان وصل لمسامعي شيء فهو أنه متمكن من السلطة”.
وفي سياق متصل خرج جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره للشرق الأوسط، في مقابلة نادرة، تحدث فيها عن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وتقارير الاستخبارات الأمريكية التي خلصت إلى تورط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بشكل مباشر فيها.
ودافع كوشنر في المقابلة التلفزيونية مع “فوكس نيوز”، عن ابن سلمان، مقللاً من تقييم وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه”.
وتأتي تصريحات كوشنر بعد أيام فقط من تقارير إعلامية أكدت أنه نصح ولي العهد بحل صراعاته في الشرق الأوسط بعد مقتل خاشقجي، وقدم له الكثير من النصائح للخروج من ورطة اغتيال الصحفي السعودي.
إلى ذلك أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور “بوب كوركر” أن المجلس يدرس حالياً مشروع قرار من شأنه تحميل ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” مسؤولية اغتيال الكاتب الصحفي “جمال خاشقجي”.
ولفت كوركور إلى أن نواب المجلس يسعون للتصويت، على مشروع القرار الذي يدعو “ابن سلمان” إلى وقف سياسات عدوانية أخرى في الخليج، لا سيما حرب التحالف التي تقودها السعودية على اليمن.
بدورها إشارت صحيفة “واشنطن بوست”، إلى أن مجلس الشيوخ قد يدين رسميا ولي العهد السعودي في مقتل “خاشقجي” قبل نهاية 2018، وليس في مطلع العام الجديد 2019 كما أفادت توقعات العديد من المحللين.
واعتبرت “واشنطن بوست” مشروع القرار بمثابة توبيخ وتحد للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الذي رفض تحميل ولي العهد السعودي مسؤولية اغتيال “خاشقجي”، رغم ترجيح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA لذلك.
وعلى الرغم من رغبة “ترامب” في الحفاظ على علاقات قوية مع السعودية، انضم عدد من رفاقه الجمهوريين إلى الديمقراطيين في إلقاء اللوم على ولي العهد في مقتل “خاشقجي”، ودعم تشريع للرد على ذلك بإنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية على اليمن، وفرض عقوبات جديدة، ووقف مبيعات السلاح.
وعززت الإفادة التي أدلت بها مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA) جينا هاسبل(، أمام مجلس الشيوخ، عزم الأعضاء على اتخاذ إجراء ضد ولي العهد السعودي.
كما تحدى 14 جمهورياً بمجلس الشيوخ، رغبات “ترامب”، وصوتوا مع الديمقراطيين لمصلحة المضي قدما في مشروع قرار لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للتحالف في الحرب على اليمن.
ويحظى الديمقراطيون بأغلبية طفيفة في المجلس ونادراً ما يتحدون الرئيس.
واغتيل “خاشقجي”، في 2 أكتوبر الماضي، داخل قنصلية السعودية في إسطنبول التركية، قبل تقطيع جثته والتخلص منها في حادثة اعترفت بها السعودية بعد طول إنكار قبل أن تحيل 11 شخصاً للمحاكمة، دون أن تكشف عمن أصدر الأوامر لهم، أو أي تفاصيل حول مصير الجثة.

قد يعجبك ايضا