1000 ذاكرة للعالم بجرائم العدوان

> حرص الوفد الوطني على تسليمها في مشاورات السويد

>حقوقيون ومراقبون لــ”الثورة” :
توثيق جرائم وانتهاكات العدوان بداية لمحاكمة الجناة وجبر الضرر
يجب أن يكون التوثيق وفق المعايير العلمية والدولية لإنصاف مظلومية اليمن
جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم ولا تعترف بالتفاهمات والاتفاقيات السياسية

استطلاع / أسماء البزاز
حرص الوفد الوطني إلى مشاورات السويد على تسليم ممثلي العالم وهيئاته وسفرائه نحو 1000 ذاكرة رقمية تحوي توثيقاً شاملاً لجرائم تحالف العدوان وانتهاكاته للقوانين الدولية الإنسانية والجنائية.. فما أهمية هذه الخطوة.. وما هي أصداؤها.. وتوقعات تداعياتها.. ذلك ما نتعرف عليه في هذا الاستطلاع:

البداية مع الناشط الحقوقي نور الدين شرف الدين استهل حديثه معنا بقول الله تعالى: “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”، وقوله جل جلاله ” وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”
وأضاف شرف الدين: إن توثيق الجرائم والانتهاكات بحق أبنائنا وشعبنا المظلوم هي رسالة الشعب اليمني ومظلوميته وقد سلمت كل تلك الانتهاكات يداً بيد إلى سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وكل السفراء الآخرين وليشهد بذلك القاصي والداني بمظلومية شعبنا الصامد وبأنه شعب سلام لا استسلام.
وتابع: يكفينا اليوم بأن مشاورات السويد كشفت للعالم حقيقة أنصار الله، وأحقية مطالبهم وعدالتها، فأتاحت للمتأمل الحصيف بأن ما دعا له العدوان من مزاعم إنما هي افتراءات كاذبة واهية، فقد اتخذ العدوان ومرتزقته موقفًا معاديًا بعصبية عمياء وحقد وكره لا نظير له من أجل تحقيق مكاسبهم ومصالحهم غير المشروعة وارتكاب مجازر وجرائم لا تحصى.
لا للحياد
الحقوقي نور الدين مضى يقول: يستنكرُ الإنسان العاقل أي جُرم أو انتهاك يرتكب بحقه أو بحق غيره بل ويدافع عنه وعن عرضه وماله إن واجه اعتداء أَوْ انتقاصاً من كرامته وعزته وليس بإنْسَان طبيعي وعاقل من يرضى أن يُنتهك عرضه أو يؤخذ ماله أو تُسلب حقوقه فيصمُت ويلزم الحياد إزاء تلك الانتهاكات. ولكن يجب علينا أن نتبع ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى فالقرآن الكريم قد أخبرنا في رؤيته للسلام فهي تختلف عن رؤية العرب تماما التي تقوم عليها مبادراتهم للسلام كما لاحظنا ذلك فالقرآن في رؤيته بنى أمة روح جهادية، هنا يصبح العدو نفسه إذا كان يريد سلاما يتحقق يعود إلى هذا الدين سيتحقق له السلام حيث قال عز وجل “يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ” وقال تعالى “الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ” يذكر الإنفاق في سبيل الله، وبناء أمة جهاد توعية لبناء أمة. ويكفي هذا الشعب الأصيل بأنه صمد وصبر وجاهد وفاوض كما جاهد رسولنا الأعظم، وكما انتصر رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله سننتصر على العدوان، فالنصر لن يكون إلا للأحرار الصامدين من كتبوه وعمدوه بدمائهم وتضحياتهم الباسلة وغدا سيثبت اليمنيون مظلومية قضيتهم في مختلف الجهات والمحاكم الدولية المختصة.
حق الشعب
عبدالحميد الكمالي وزير حقوق الإنسان بحكومة شباب اليمن المستقل يرى أن توثيق الجرائم وانتهاكات التحالف على اليمن مهم جدا من أجل الحفاظ على حقوق شعبنا اليمني الذي استهدف بشكل مباشر في المنازل والأسواق والمساجد والمستشفيات والقاعات وعلى الطرقات والجسور ودمرت بناه التحتية بتحد صارخ وواضح للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ورصد كل تلك الجرائم وتقديمها للجهات الدولية عمل جبار ومهم في المرحلة الحالية فمصير الحرب أن تتوقف لكن من سيحاسب على كل تلك الجرائم التي حدثت، فحقوق الإنسان لا تبحث عن سبب نشوب الحرب ومن أطرافها إنما تبحث عن منتهك لحقوق الإنسان وتقاضيه .
خطوط حمراء
وقال الكمالي : هناك قوانين ومحددات عامة وخطوط حمراء عند الحرب لا يجب تجاوزها ، لكن تحالف العدوان اخترق كل شيء وفرض حصارا من البر والبحر والجو وعمل على حرب اقتصادية ومعاقبة جميع الشعب اليمني ،ولهذا فجرائم الحرب لا تسقط بالتقادم ولا تعترف بالتفاهمات السياسية ولا باتفاقيات، فمجرم الحرب يظل مجرماً ولابد من محاسبته ومعاقبته ولا يمكن أن يتم السكوت عن حقوق شعبنا اليمني المنتهكة مهما صمت العالم في الوقت الحالي سيأتي جيل بعد جيل وسيجد معه توثيقاً لكل الجرائم التي حدثت .
ضربة معلم
من جانبه يقول حسين السراجي، وكيل أمانة العاصمة : لقد كانت ضربة معلم موفقة ومن توفيق الله سبحانه لهذا الشعب العزيز الصابر المجاهد أن امتن على وفد التفاوض باستلهام مثل هذا الأمر الذي ربما لم يكن ليخطر على بال العدوان وزبانيته، حيث اقتضت حكمة الله تعالى استشعار أهمية القيام بهذه الخطوة الموفقة فكانت ضربة معلم أفاض الله عز وجل توفيقه وتسديده للوفد .
إيصال الحجة
وأضاف السراجي : نحن لا نعول كثيراً على حجم التأثير الذي قد تحدثه هذه الخطوة باعتبار ما يجري في بلادنا لا يغيب أساساً عن سمع وبصر قادة العالم لكننا أوصلنا الحجة وأبلغنا المحجة وتوثيقنا الدقيق لما يحدث ربما هو الغائب بشكل كبير عن العالم والرأي العام فيه وقد وصل بحمدالله ولعل الله سبحانه يجعل في ذلك خيراً كثيراً وليعرف العالم وقواه الحية العدد المهول للجرائم والمحارق والإبادات الجماعية التي تُرتكب بحق شعبنا وحجم الخراب والدمار الذي أصاب البلاد وبنيتها التحتية وممتلكات المواطنين وتداعيات الحصار وآثاره على المرضى والطفولة والمجتمع بشكل عام و الآثار التي ترتبت على نقل البنك المركزي عدن وانقطاع المرتبات وبراهين تواجد داعش والقاعدة والجماعات المتطرفة التي تقاتل إلى جانب العدوان ومطالبته بخروج من هم في السجون بالإضافة إلى بشاعة الجرائم وقبحها بحق المدنيين والنساء والأطفال الآمنين.
ومضى السراجي يقول: لقد سلَّم وفدنا بارك الله جهوده ما في جعبته بيد وفي اليد الأخرى يوجد سلاحنا الذي نؤكد من خلاله أننا سنواجه المظلومية بكل ما أوتينا من قوة (( والله من ورائهم محيط )) (( ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ولئن مكروا فإن الله خير الماكرين )) .والخطوة المباركة أثلجت الصدور المؤمنة وحققت نصراً مضافاً لما حققه الوفد الوطني كلل الله جهوده وبصَّره وألهمه.
رعاة الإرهاب
الناشطة الحقوقية رجاء اليمني ترى أن توثيق الانتهاكات من قبل العدوان ضروري بل يجب رصد كل جرائم العدوان ضد الانسانية فالشعب اليمني كل له وجع يعاني منه ذلك بفقد أسرة كاملة وذلك تشريد وذلك هتك عرض، وحدث بلا حرج، ففي ظل هذا العدوان البربري ارتكب العدوان ابشع الجرائم بل واستخدم سلاحاً محرماً دولياً ضد الأبرياء لمجرد شك او بلاغات زورا وبهاتا او حتى انتهاكا للحرمات وتعنتاً وقتلاً لكل ذرة انسانية في ضمائر هي في الأصل ميتة .
واستطردت حديثها قائلة : وإن كان الأمل ضعيفاً جدا في أخذ الحقوق فإننا لابد من رصد كل جرائم العدوان ونشرها وتقديمها للجهات المختصة وان تعددت الجرائم وان كان الأمل المرجو فيها ضعيفاً فلابد من رصدها وتقديم وحتى يعلم العالم من هم رعاة الإرهاب من هم ضد الانسانية من هم ضد البشرية مصاصي دماء في ثياب البشرية. بعد أن جعلت 17دولة قتل أمة كاملة من اجل مال مدنس ومن اجل تعنت وكبر وهو ما حذرنا منه ديننا الاسلامي مبدأ سهلا وعبثا.
وقالت أنه وبسبب تعدد الأساليب في العدوان حتى الإعلام المزور والكاذب الذي جعل من الجاني ضحية كان ولا بد من تقديم الدلائل للإنسانية حتى يعلم الجميع والبشرية من هم بلاد الحكمة والايمان ومنهم الطغاة والقتلة.
جبر الضرر
الإعلامي محمد الحاضري ـ المسيرة، اعتبر توثيق انتهاكات دول العدوان بحق اليمن أرضا وإنسانا خطوة هي الأهم لأخذ وتوثيق الأدلة لإثبات الجرائم وتحديد الفاعلين، وكذلك الضحايا ومدى الضرر الذي لحق بهم، وهو ما يمهد في المستقبل لمحاكمة الجناة والمطالبة بالتعويض وجبر الضرر سواء في المحاكم المحلية أو الدولية المختصة.
ملاحقة الجناة
مبيناً أن كانت اليمن وضحايا الحرب الآن في وضع لا يسمح لهم بملاحقة الجناة والمطالبة بالتعويض نتيجة استمرار العدوان والحصار والتكتيم الإعلامي، أو حتى تواطؤ المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، لكن توثيق الجرائم سيسمح في المستقبل بملاحقات قضائية محلية ودولية لمرتكبي الجرائم، مستندين إلى أدلة قوية في أيديهم تثبت حقوقهم، فجرائم الحروب والانتهاكات الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
مؤكدا أنه وبدون التوثيق السليم لانتهاكات العدوان لن نتمكن في المستقبل القريب أو البعيد من ملاحقة المجرمين أو المطالبة بالتعويض العادل وجبر الضرر سواًء كدولة أو أشخاص اعتباريين وأشخاص عاديين، بما في ذلك الآثار والمعالم التاريخية.
نظرة العالم
من ناحيته يقول الكاتب والإعلامي عبدالله مطهر ـ صحيفة الجمهورية: اليوم كما يلاحظ الجميع بعد أربع سنوات من العدوان على اليمن من قبل ما يسمى التحالف الذي تقوده السعودية تغيرت نظرة العالم للسعودية بشكل كبير. ولعل أسلوب جريمة القتل البشعة التي تم بها اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي من قبل أدوات النظام السعودي لفت أنظار العالم إلى ما يخفيه النظام السعودي من وجه قبيح لا يعير وزنا للإنسانية ويمارس القتل في أبشع صوره.
ويرى مطهر أن هذه الجريمة البشعة أصبحت قضية رأي عام دولية ولفتت الأنظار إلى التاريخ الأسود والدموي لهذا النظام المستبد البشع. وأن هذا النظام الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق الإنسانية في اليمن خلال الأربع سنوات الماضية. والتي حاول خلالها إخفاء جرائمه وتمييعها من خلال شرائه للمنظمات ولوسائل الإعلام الدولية لكن جريمة اغتياله لخاشقجي وبتلك الطريقة الداعشية كشفت كل ما كان يخفيه وما كان تتحدث عنه وسائل الإعلام في اليمن.
وأضاف قائلا: لقد أصبح صوت اليمنيين اليوم مسموعاً أكثر من أي وقت مضى لهذا من الأهمية العمل على توثيق مختلف جرائم العدوان بشكل علمي ووفقا للمعايير الدولية لنشرها على مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية ولتوزيعها على المنظمات الدولية ولتزويد الوفد الوطني المفاوض بها لتعرية تحالف العدوان وأيضا لملاحقة قادته في المحاكم الدولية.

قد يعجبك ايضا