مراكز التسوق الكبرى.. اختناق مروري أم أزمة مواقف¿!


رغم الإجازة المبكرة التي شهدتها المؤسسات والشركات والدوائر الحكومية إلا أن الزحام استمر على عادته في شوارع العاصمة المفتوحة فشارع الستين الذي يمثل الخط السريع تحول إلى شريان بالمركبات من الصباح إلى الساعات المتأخرة من الليل.. ولم يكن شارع الستين قبل خمس إلى سبع سنوات بهذا الزحام الذي تشهده الثلاثة الأيام التي تسبق العيد.. فما سر الزحام والاختناق بأسرع الخطوط في العاصمة صنعاء..¿
على خط الستين فقط- مøرينا للقراءة البصرية على أكثر الأماكن زحاما واختناقا مروريا كانت البداية من جولة عمران باتجاه جامعة صنعاء على خط الستين كانت الجولة أشبه بالفراغ إلا من قلابات الناس التي أوقفت إلى بعد العيد كما يبدو¡ رأيناها فراغا ليس بانعدام الحركة المعتادة بل مقارنة بما لاحظناه على خط المطار من اختناق خصوصا في دارس التي تكثر فيه مراكز التسوق على ضفتي الشارع لتكون هي جوهر المحشر العيدي الحقيقي حيث تخرج الأسر بالمئات إن لم نقل بالآلاف المهم انطلقنا من جولة عمران على متن تاكس (مشوار صحفي بحت) كان عادل الوصابي سائق التاكس يتحدث بنشوة العيد وحركة العمل وذروته «يا أخي ما عاد معانا إلا العيد يزيدوا يحسدونا عليه».. التفت إليه منهم¿.. ضحك الزبائن «يا أخي المفروض ما يترجøلونا فلس في العيد».. مضينا بسرعة ونحن نتبادل أطراف الحديث عن العيد والعمل والزحام كانت أول نقطة تستوقفنا هي زحام سوق علي محسن غرب التلفزيون وقبل جامعة الإيمان كانت الساعة الخامسة عصرا يبقى للعيد يومان فقط كنا ننتظر حركة السير التي عكرتها اختناقات مركبات داخلة وخارجة من مركز تسوق ومحلات تجارية على مدخل لحارات غرب السوق فيما الخط المقابل للسوق كان يختنق بمركبات البضائع ودينات الدواجن والأعلاف الداخلة والخارجة من وإلى السوق¡ قال الوصابي «وهذا الذي يعصد الدنيا» يقصد بذلك العمل في العيد خرجنا من الزحام وانطلقنا لنصادف الاختناق الأشد بداية جسر مذبح حيث يوجد مركز تسوق جديد على الخط تماما وقبل مستشفى آزال لا يتضح معالم موقف لهذا المركز سوى الخط العام.. خرجنا من هذا الزحام لنتوقف تحت جسر السنينية الذي تحول إلى سوق وبسطات من الصعب أن يستوعب بعدها حركة المشاة.. فيما يعبر المارة من الخط السريع الذي لم يعد سوى طريق سلحفاة¡ نظرا◌ٍ لتعطيل وظيفة جسر المشاة¡ ومراكز التسوق التي تعج بها الضفة الغربية لستين السنينية المار إلى عصر.
خرجنا من هذا الزحام¡ وعبر نفق عصر¡ انطلقنا باتجاه عطان المصباحي¡ لنتوقف عند زحام واختناق أهم ممرات الستين حيث تتوقف المركبات تماما◌ٍ فبعد شركة النفط اليمنية مباشرة يوجد كنج مول.. بموقف خلفي محدود لا يتسع للأيام العادية¡ فما بالنا بالعيد وما يشهده من إقبال للأسر.. هذا من شمالنا ونحن باتجاه المصباحي¡ أما على اليمين¡ فمركز ظمران الذي يملك موقفا كبيرا◌ٍ لكنه للحركة الاعتيادية فقط¡ وبعده من شمالنا «سيتي ماكس» الأكثر زحاما وخنقا للمرور بعدهما تتقابل الأسواق المركزية الكبرى على الجنابين حتى جولة المصباحي.. التي يبدأ منها محشر الزحام باتجاه حدة حيث مراكز العزاني وما تشكله من اختناق.
أخيرا◌ٍ لا ينكر أحد أن هذه المراكز أحرزت سبقا◌ٍ خدميا◌ٍ واستهلاكيا◌ٍ رائعا◌ٍ خدم المجتمع¡ وكسر الاحتكار الذي كان يمارسه مجموعة محدودة من أرباب رؤوس الأموال الشركات العائلية¡ داخل المدينة¡ وخدمة حركة الناس حيث أخرج الآلاف من المواطنين من أعماق الأحياء إلى هذه الخطوط¡ كما عكست هذه المراكز التجارية مظهرا◌ٍ أضفى جمالا◌ٍ وحضارية على المجمل العام لشكل المدينة لكن ما لم يدرس وتتنبه له الجهات المعنية¡ هو إنفاذ اللوائح المتعلقة بضرورة وجود مواقف كبيرة تتسع لهذا الزحام أو مراعاة التخطيط الحضري في المواقف المحدودة ومراعاة قواعد المرور في الوقوف الصحيح والذي يسمح بمرور وحركة الآخرين.. فعندما ندخل الشوارع داخل المدينة نجدها مثلا◌ٍ فارغة¡ ما يعني أن الحراكة تحولت إلى الأسواق الجديدة¡ وهذا يعكس أن الاختناقات قد خفøت كثيرا◌ٍ وأن المسألة نظام مروري وإداري وأن الأزمة أيضا◌ٍ تمكن في الثقافة الحضرية والتجارية لأصحاب المراكز الذين لا يراعون ضرورة وجود المواقف الكافية التي تستوعب حركة الناس وزحام العيد.

تصوير/عبدالله حويس

قد يعجبك ايضا