البنزين والغاز والديزل‮.. ‬طوابير عيديøة‮ .. ‬معقول‬ ¿‮!


. ‬ما إنú‮ ‬اقتربِ‮ ‬موعدْ‮ ‬عيد‮ ‬الأضحى المبارك حتى بدأتú‮ ‬تلوحْ‮ ‬في‮ ‬الأْفْق‮ ‬علاماتْ‮ ‬وبوادرْ‮ ‬أزمة محروقات في‮ ‬غالبية المحافظات بما فيها أمانة العاصمة التي‮ ‬ارتفعِتú‮ ‬وتيرة الأزمة فيها خلال الأيام السابقة للعيد إلى مستوى لم‮ ‬يكن أحدَ‮ ‬يتوقعه في‮ ‬ظل حرص الحكومة والقيادة السياسية على توفير هذه المواد وباهتمام رئاسي‮ ‬مباشر لإدراك القيادة السياسية أهمية توفير هذه المواد في‮ ‬استقرار المعيشة اليومية للمواطن الذي‮ ‬يعتمد عليها في‮ ‬كل مجريات الحياة‮.‬
ونظراٍ‮ ‬لتفاقم الأزمة فقد كانت صحيفة‮ (‬الثورة‮) ‬حاضرةٍ‮ ‬في‮ ‬الميدان ترصْدْ‮ ‬الحدث وتنقله كما هو لتزداد جهود الجهات المسئولة في‮ ‬وزارة النفط والمعادن وشركة النفط من أجل تخفيف وطأة هذه المشكلة على المواطن المسكين الذي‮ ‬تتجاذبه المشكلات من كل الجهات ولم‮ ‬يعد‮ ‬يحتمل أي‮ ‬نوعُ‮ ‬من هذه الأزمات‮.‬
‮❊ ‬بنزولنا الميداني‮ ‬مساءٍ‮ ‬كانت‮ ‬غالبية المحطات في‮ ‬أمانة العاصمة مغلقة والأحجار والحواجز الحديدية تحيط بها من جميع الجهات وأنوارها مطفأة تماماٍ‮ ‬وحين كنا نسأل بعض مِن نجدهم واقفين بسياراتهم منتظرين قدوم المشتقات النفطية كانوا‮ ‬يقولون لنا أنهم‮ ‬يِشْكْون في‮ ‬وجود بنزين وديزل في‮ ‬المحطات ولكن أصحابها‮ ‬ينكرون وجودها‮.. ‬ودليل السائقين على ذلك بأن‮ ‬بعضها مغلق من أكثر من أسبوع ولم تفتح لتعبئة المركبات لا ديزل ولا بنزين‮ ‬وهو ما لا‮ ‬يْعقل أنه حاصل فعلاٍ‮ ‬لأن‮ ‬القاطرات المخصصة لكل محطة لا‮ ‬يمكن لها أنú‮ ‬تتأخر كل هذه المْدة‮ ‬فما بالنا حين‮ ‬يكون الوضع كذلك في‮ ‬كل محطات أمانة العاصمة‮!!‬
في‮ ‬شارع الستين الذي‮ ‬ذرعناهْ‮ ‬وطفناهْ‮ ‬من جولة الجمنة تقاطع الستين مع شارع المطار وحتى جولة المصباحي‮ ‬تقاطع شارع الستين مع شارع حدة لم نجد محطة وقود واحدة شغالة‮ ‬بل كلها مطفأة وتخلو الكثير منها حتى من عْمِال أو ممن تستطيع سؤاله‮ ‬والبعض التي‮ ‬وجدنا فيها بعض العْمال‮ ‬يقولون لنا أن‮ ‬المشكلة ليست منهم ولكنها ترجع إلى تأخر وصول قاطرات النفط لعدم شحنها من شركات مصافي‮ ‬مارب أو مصافي‮ ‬عدن بسرعة أو نتيجة تقطع قبلي‮ ‬يحتجز بعضها لأيام‮ ‬ما‮ ‬يتسبب في‮ ‬حدوث أزمة‮.. ‬ولكن أحد السائقين أكِدِ‮ ‬أمام صاحب المحطة الذي‮ ‬حضرِ‮ ‬لتوه أنهم‮ ‬يستغلونهم ويتذرعون بما قالوا أنه تقطع القبائل فيما المحطات مليئة بالوقود‮. ‬وطالِبِ‮ ‬الجهات المعنية بإنزال مفتشين للتأكْد من صحة أقواله أو‮ ‬يقطعوا‮ ‬يده‮! ‬هكذا حسب ما قال‮.‬
طوابير طويلة
‮❊ ‬في‮ ‬محطة شركة النفط المواجهة لمنتزه فج عطان قرب معارض إكسبو‮ – ‬وهي‮ ‬الوحيدة التي‮ ‬كانت شغالة على امتداد شارع الستين من جنوبه إلى شماله‮- ‬كانت الطوابير عليها كبيرة وطويلة جداٍ‮ ‬وشهدِ‮ ‬المواطنون جميعاٍ‮ ‬الذين وجدناهم هناك أنهم‮ ‬يأتون إليها ويجدون ما‮ ‬يريدون لكن بصعوبة بالغة نتيجة الزحام الشديد لانعدام الوقود في‮ ‬بقية المحطات وتوجه الجميع إليها‮.. ‬وشكوا فقط من أنهم أحياناٍ‮ ‬ينتظرون أوقاتاٍ‮ ‬طويلة بعد نفاد الكمية حتى‮ ‬يأتي‮ ‬الدعم الآخر‮.‬
وقد قالِ‮ ‬لنا أحد العْمِال فيها أن‮ ‬ذلك‮ ‬يحدث بسبب هلع المواطنين وتدافعهم الكبير على المحطة في‮ ‬ظل إغلاق بعض المحطات‮ ‬مما‮ ‬يتسبب في‮ ‬نفاد الكمية المخصصة لها بسرعة‮ ‬فيضطرون للانتظار حتى تأتي‮ ‬الكمية الأخرى‮ ‬رغم أنهم قد زادوا من عدد رحلات قاطراتهم ولكن ذلك لم‮ ‬يْجد‮ ‬في‮ ‬ظل الهلع الكبير الذي‮ ‬لدى المواطن‮ ‬والذي‮ ‬قال إنه‮ ‬يخلق الأزمة بنفسه‮.‬
مدير إحدى المحطات بشارع تعز أرجعِ‮ ‬ذلك إلى كثرة الطلب على مواد المحروقات بسبب نشاط حركة السير للتنقْل بين المحافظات نتيجة رغبة الكثير من الأْسِر الذهاب إلى قْراهم في‮ ‬الأرياف لقضاء إجازة العيد الكبير فيها‮ ‬وهو ما‮ ‬يجعلهم‮ ‬يزيدون من تموين سياراتهم خشيةٍ‮ ‬من أنú‮ ‬تحصل أزمةº وإذا بهم‮ ‬يصنعون الأزمة فعلاٍ‮ ‬التي‮ ‬يخشون منها‮.‬
ويقول لو أن‮ ‬كل سائق أخذِ‮ ‬حاجتِهْ‮ ‬فقط لما تفاقمتú‮ ‬الأزمة بهذا الشكل الذي‮ ‬وصلِتú‮ ‬إليه بهذه السْرعة خلال أيام وبدون أي‮ ‬مْسوغ‮.. ‬ولم‮ ‬يستبعدú‮ ‬وجود بعض من زملائه مْلاك محطات الوقود‮ ‬يقومون باحتكار هذه المواد لبيعها لأصحاب النفوس الجشعة ليلاٍ‮ ‬بواسطة البراميل والدبيب لتسويقها بعيداٍ‮ ‬عن المحطات في‮ ‬السوق السوداء‮. ‬وقال إنه‮ ‬يضم صوتِه إلى أصوات مِن‮ ‬يطالبون بنزول فرق تفتيش لمعاينة المحطات المحتكرة ومعاقبة أصحابها بشكل رادع حتى لا تتكرر المشكلة‮.‬
وأضاف بأن‮ ‬هذه الظاهرة تتكرر بسبب عدم اتخاذ شركة النفط لعقوبات صارمة في‮ ‬حق المحتكرين والمتلاعبين بكميات الوقود المخصصة لهم أو تكريم الملتزمين بزيادة الكمية لهم وتخفيضها عن المحتكرين‮.‬
غياب الرقابة
‮❊ ‬وفي‮ ‬هذا الصدد أيضاٍ‮ ‬وأثناء نزولنا الميداني‮ ‬لبعض الأحياء والشوارع بأمانة العاصمة التي‮ ‬بدتú‮ ‬فيها الحياة مشلولة إلى حِدُ‮ ‬ما‭ ‬وجدنا الكثير من المواطنين الذين‮ ‬يشكون من انعدام مواد الطاقة‮ (‬البنزين-الديزل-الغاز‮) ‬وأبدوا تذمْراٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬من استمرار هذا الوضع المزري‮ ‬كما أبدوا بنفس القدر استياءِهم من عدم اتخاذ الجهات المعنية خطوات واضحة وجادة تكفل وضع حِدُ‮ ‬لهذه المهزلة التي‮ ‬تجري‮ ‬على مرأى ومسمِع من الجهات المعنية منذ حوالي‮ ‬شهر ولم تقم الجهات المعنية بوضع حد لها منذ البداية‮ ‬وكأنهم‮ ‬يريدون عقاب الشعب لأسباب لم تْعرف حتى الآن‮ ‬أو أنهم‮ ‬يريدون تحقيق شيء لما‮ ‬يفصحوا عنه بعد‮!‬
وهذا حسب قول المواطن محمد مسعد نْصاري‮ – ‬موظف قطاع خاص‮- ‬والذي‮ ‬التقيناه عند فرزة باب اليمن‮ ‬يبحث عن سيارة خاصة تأخذه مع عائلته إلى قريته لقضاء إجازة العيد بعيداٍ‮ ‬عن ضجيج المدينة وطوابير السيارات أمام محطات المحروقات التي‮ ‬يقع منزله بجوار إحداها‮.‬
أجرة مضاعفة
‮❊ ‬وهذا الأمر والتهافت على سيارات الأجرة والنقل من قبل المواطنين المسافرين من أمانة العاصمة إلى جانب ندرة الوقود‮ (‬البنزين والديزل والغاز‮) ‬دفع بأصحاب سيارات الأجرة وغيرها إلى مضاعفة أجرة الراكب إلى درجةُ‮ ‬وحدُ‮ ‬لم تبلغه من قبل‮ ‬حيث وصلت أجرة الراكب من صنعاء إلى تعز الأربعة والخمسة آلاف ريال‭ ‬وعْذر السائقين ندرة الوقود وغلاء سعره‭ ‬الذي‮ ‬يقولون إنهم‮ ‬يشترون بعضه من السوق السوداء بسعر مضاعف‮ ‬مع أن‮ ‬بعض السائقين لا‮ ‬يْقر بذلك لكنه‮ ‬يقول إنها فقط بسبب ذهابهم من صنعاء والسيارات مليئة بالركاب وعودتهم فارغين نتيجة عدم وجود مسافرين إلى أمانة العاصمة خلال الأيام التي‮ ‬تسبق العيدº إذú‮ ‬يكون الناس‮ ‬غالباٍ‮ ‬في‮ ‬تأهب للسفر خارج العاصمة وليس العكس‮.‬
وبحسب السائق عبده قائد سيف‮ – ‬سائق بيجو أجرة‮- ‬فúإن‮ ‬هذا الوضع جعل أصحاب محطات الوقود‮ ‬يمارسون أساليب ابتزازية تدفع السائقين لشراء الدبة البترول أو الديزل أو الغاز بسعرُ‮ ‬مضاعف من أجل الوصول بالركاب المتهافتين عليهم إلى محافظاتهم بأقصى سرعة‮.‬
احتكار وجشع
‮❊ ‬السائق شايف النهمي‮ ‬ذكر أنه كان في‮ ‬طابور سيارات عند إحدى محطات البنزين بشارع الستين الشمالي‭, ‬وأنهْ‮ ‬بمجرد وصوله إلى عند ماكينة تعبئة البنزين وفتح خزان الوقود تفاجأ بانطفاء الكهرباء دون سابق إنذار‮ ‬فقال للعامل:شغلوا ماطور المحطة وعبوا لنا بترول‮.. ‬فرد‮ ‬عليه العامل حالاٍ‮ ‬وذهب ولم‮ ‬يعد‮ ‬حينها تجمهر أصحاب السيارات الذين تبين لهم أن‮ ‬الكهرباء لم تنطفئ فقد كان الشارع مضاءٍ‮ ‬بأعمدة الإنارة‮ ‬‭,‬وكابينة الصراف الآلي‮ ‬لأحد البنوك المنتصبة في‮ ‬المحطة شغالة‮ ‬ولم تنطفئ سوى ماكينات التعبئة‮ ‬وعندها فقط عرف السائقون أن‮ ‬الإطفاء متعمد بغرض التحفْظ على بقية الوقود لبيعه في‮ ‬السوق السوداء‮ ‬بدليل تواجد سيارات كانت تحمل براميل على مقربة من المحطة بانتظار الفرصة المناسبة للاقتراب والتعبئة بعد رحيل السيارات التي‮ سيظن أصحابها أن‮ ‬الكهرباء فعلاٍ‮ ‬انطفأت‮.. ‬لكن أحد السائقين بادر للسؤال‮: ‬ليش ما تشغلوا ماطور المحطة¿
وعندها عرف الجميع أنها خطة مدبرة من صاحب المحطة الذي‮ ‬انكشف أمره وانصاع مرغماٍ‮ ‬لإعادة الكهرباء وتعبئة السيارات بالوقود بعد أنú‮ ‬أقسم السائقون وقرروا المبيت في‮ ‬المحطة‮.‬
نحن وخلال نزولنا الميداني‮ ‬وجدنا أن‮ ‬الأزمة في‮ ‬تفاقم والجهات المعنية لا حضورِ‮ ‬لها ولا حس ولا خبر‮ ‬ولم نجد سوى خبر عاجل نزلِ‮ ‬في‮ ‬أسفل قناة اليمن الرسمية‮ ‬يقول أن‮ ‬شركة النفط تهيب بالمواطنين عدم التهافت على محطات الوقود والاطمئنان تماماٍ‮ ‬حيث والوقود متوفر ولا داعُ‮ ‬للقلق‮ ‬وأنها قد رفدتú‮ ‬السوق بكمية مضاعفة تساوي‮ ‬%200‮ ‬من المرصود لها دائماٍ‮ ‬لكي‮ ‬يستقر الوضع ويعيش المواطنون إجازة سعيدة في‮ ‬عيد الأضحى المبارك‮..‬
ونحن سنضطر في‮ ‬ظل الإجازة التي‮ ‬لا نستطيع التواصل خلالها بالمعنيين ننتظر ونتفاءل داعين اللهِ‮ ‬أنú‮ ‬يكون ذلك صحيحاٍ‮ ‬وتنتهي‮ ‬الأزمة المفتعلة‮.‬

 محمد حويس‮ ‬

قد يعجبك ايضا