أطفـــال يصـــابــون بـاضطـــراب نفســـي



د/عبير الصنعاني لـ “الاسرة« ” الجريمة خلفت انعكاسات نفسية خطيرة على كافة افراد المجتمع

> فاطمة ذات السبع سنوات التي تسكن مع والدتها بجوار وزارة الدفاع اصبحت تعاني من حالات عصبية شديدة وفزع يصاحبها طوال الليل إلى جانب نوبات اغماء تأتيها بين الحين والاخر واستقر بها الحال حاليا إلى مستشفى الامراض النفسية .

الامن والسلام
> فاطمة كغيرها من من الاطفال اصبحوا يأملون ويحلمون بأن يعيشوا آمنين ومطمئنين في كنف أبائهم ولم يعودوا يحلمون بالعيش الرغيد وتوفير الالعاب بقدر حلمهم بأن ينعموا بالامن والسلام .
وتقول أم فاطمة ان ابنتها اصبحت غريبة في تصرفاتها وتعاني من سماع الاصوات القوية بعد ان سمعت صوت التفجير القوي الذي حصل وهي الان تخضع للعلاج النفسي.
حيث اصبحت الكثير من الاسر تعاني من تصرفات وافعال ابنائها وخاصة الذين شاهدوا التفجير او كانوا بالقرب. منه وتقول ام يحيى وهي تسكن في الشارع المقابل للوزارة انها لم تعد تستطيع النوم منذ ذلك الوقت واصبح ابناؤها يخافون الخروج إلى الشارع خوفا من وقوع أي مكروه.
صغار في مواجهة الارهاب
> ويقول الاستاذ عبدالرقيب الذيب وهو مدرس بمجمع الثورة التربوي الذي يقع بالقرب من مكان التفجير ان الطالبات اصبحن يعشن الذعر والخوف والهلع منذ ذلك اليوم وان مستوى التحصيل لديهن قد انخفض حتى بالنسبة للمجتهدات منهن
ويضيف الاستاذ الذيب : ان الارهاب يترك اثارا مدمرة على حياة الاطفال ولا يمكن ان تمحى من ذاكرتهم حتى في كبرهم اذا لم يتم معالجتهم من قبل الاسرة والمدرسة وخاصة من تأثروا بالتفجير أو الحروب او فقدوا أحد اقاربهم وممكن ان تتردد على اذانهم اصوات التفجيرات ويصبحون في خوف شديد ورعب مصاحب لهم مدى الحياة فالمشاهد المؤلمة التي تحدث امام الاطفال او بجوار مساكنهم ممكن ان تؤثر على نفسياتهم وتخلف لهم الكثير من المشاكل .
آثار خطيرة
> تقول الاخصائية النفسية الدكتورة عبيرالصنعاني وهي طبيبة نفسية في مستشفى 48 النموذجي: الارهاب كمصطلح اختلف فيه كثيرا ولكن اتفق الجميع على اثاره السلبية والمدمرة على جميع المستويات وهو يعتبر طاعون العصر الحديث لما يتسبب فيه من عدد كبير من الضحايا هو يعتبر وباء اجتماعياٍ يخالف الأخلاق والاعراف الاجتماعية وجميع الشرائع السماوية وقد أِكـــدِ الإسلام على أهميـة ووجوب احترام حقـــوق الإنسان المعنويــة والمادية وعدم جواز التعدي على حقوق الآخرين أو سلبها ومن أهم هذه الحقوق: حق الحيـاة حيث لايجوز للإنسـان أن يقتـل نفســه أو يقتــل غيره بـل إن الإسلام اعتبر أن قتـل شخص واحــد هو بمثابة قتـــل كـل الناس. يقول تعالى: {مِن قِتِلِ نِفúساٍ بغِيúر نِفúسُ أِوú فِسِادُ في الأِرúض فِكِأِنِمِا قِتِلِ النِاسِ جِميعاٍ وِمِنú أِحúيِاهِا فِكِأِنِمِا أِحúيِا النِاسِ جِميعاٍ وِلِقِدú جِاءتúهْمú رْسْلْنِا بالبِينِات ثْمِ إنِ كِثيراٍ منúهْم بِعúدِ ذِلكِ في الأِرúض لِمْسúرفْون)) وللارهاب انعكاسات نفسية وسلوكية كثيرة على كافة شرائح المجتمع وخصوصا شريحه الاطفالِ ويمكن أن نشير إلى أبرز هذه الانعكاسات النفسية على الاطفال العدوانية -القلق -الشعور بالاحباط والياس -كما له ايضا العديد من ردود الافعال الاجتماعيه مثل الانسحاب الاجتماعي ضعف الاداء في العمل وفي الاداء المدرسي انخفاض مستوى التواصل والتفاعل مع الاخرين ضعف الثقة بالاخرين والاعتماد الزائد على الاخرين وعلى المستوى الجسدي يتسبب في زيادة مستويات التعب والارهاق وانخفاض الشهية والوزن الشعور بالصداع وانخفاض جهاز المناعة والاصابة بالامراض المختلفة وله انعكاسات عديدة على المستوى المعرفي لدى الاطفال منها ضعف التركيز وضعف الذاكرة وضعف القدرة على اتخاذ القرار الاستغراق في الاحلام والاوهام والخيالات وظهور مشاكل في النطق والكلام والرسوب والتأخر الدراسي وضعف في اتخاذ القرار والحيرة والارتباك والتشويش .
حيث ان الاطفال الذين يتأثرون بالحروب قد يصابون بأمراض نفسية مثل الخوف وكرب ما بعد الصدمة وامراض ذهنية ايضا اصابتهم بعدم التكيف والانخراط بالاخرين .
وبعد ان يكبر الطفل اغلب الاحيان تطرأ عليه يسمى “الاضطرابات بالشخصية”
مشاهد العنف
> وتضيف الدكتورة عبير :ايضا الآن هناك قنوات تخص الأطفال وبعض هذه القنوات تعلم الطفل العنف بكافة اشكاله فالطفل من عمر أربع سنوات يعتبر مثل الاسفنجة يمتص كل ماحوله ويحاول تقليدها دون معرفة النتائج وذلك بسبب عدم الرقابة والتوجيه من الوالدين لأطفالهم ومراقبة تصرفاتهم كونها طفولية دون ملاحظة انها قد تزداد سوءا بحسب قول الوالدين انه طفل صغير لايعرف شيئاٍ رغم ان الطفل شديد الذكاء بالعمر الرابعة وهذا يعتبر نوعاٍ من الارهاب الطفولي الذي يستمتع به الطفل وهو لايعلم نتائجه بسبب عدم الرقابة والاختيار الجيد لبرامج يستفيد منها الطفل فكريا ماهي عظليا .

قد يعجبك ايضا