الرقابة على الأبناء

المدربة: مريم عبدربه –

الوحدة .. أقسى عذاب في حياة البشرية, ومستحيل أن تجد شخصا يسعى للوحدة بصورة دائمة إلا وتجد لديه مشكلة الطبيعة البشرية تحب المشاركة والاختلاط في المجتمع وإلا فكيف تكونت العلاقات بين ملايين البشر.. صحيح أن العزلة أحيانا تكون علاجا لبعض المشاكل وراحة لبعض النفوس وخاصة تلك النفوس التي قد جرحت كثيرا فهي تتوق إلى أخذ وقت طويل على انفراد لكي تنسى وتبحث عن حل وعلاج لما ألم بها من جراح ,وبعد الراحة الكافية لا تجدها إلا وقد عادت لطبيعتها التي فطرت عليها. ولكن هل توجد مشاكل في المجتمع تؤدي إلى الانعزال عن الناس لفترة¿ نعم هناك أناس لا أسميهم إلا (حشريين) لاهم لهم إلا النقد واصطياد الآخرين ولومهم على هذا السلوك غير مفكرين في الأسباب التي أدت إلى ذالك بل معللين الوحدة بأشياء لا أخلاقية لو سمح الله.
نعم هناك من قد يسيء استغلال الوحدة ويضر بها نفسه! ولكن هذه ليست قاعدة تنطبق على الجميع, والثقة ملح في الحياة ولا يمكن الاستغناء عنه لأي سبب من الأسباب. فزراعة الثقة في نفوس الأبناء يجعل منهم أناسا أصحاب قرار صائب منبثق من هذه الثقة الممنوحة لهم من الآخرين وأخص بذلك الأهل .. أما الذي يعيش تحت شكوك من حوله فأنه سرعان مايقع في الخطأ والسبب أن من حوله لم يتركوه يعالج مشاكله النفسية في اطمئنان وسكينة ولم يتركوه يعيش الوحدة المعالجة لذاته بل ضغطوا عليه وأنتجوا فردا متزعزعا وغير مستقر. أنا لا أقول إن الرقابة غير مطلوبة بالعكس ولكن طرق المراقبة تختلف والنتائج كذلك.

قد يعجبك ايضا