اتحاد المغرب العربي.. من يتذكøره¿

عبدالملك السلال –
قبل عشرين عاما ¡نشاء “اتحاد المغرب العربي” الذي ضم المملكة المغربية والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا.وهو تجمع ضم خمس دول عربية يجمع بينها الكثير كما يفرقها الكثير. ولكن¡ لدى النظر إلى المصالح المشتركة فيما بينها¡ فإن ما يجمع بين الدول الخمس أكبر بكثير مما يفرق.
و الهدف – بالنظر إلى القواسم و المصالح المشتركة – من هذا التجمع الإقليمي هو التوصل- حينه – إلى نوع من الاتحاد المرن بين الدول الخمس وذلك على نسق الاتحاد الأوروبي.
. كان الطموح كبيرا بدليل تسمية التجمع بـ”الاتحاد”. بعد عشرين عاما◌ٍ¡ لم يبق من الاتحاد شيئا. تحول الاتحاد إلى قصص نجاح فردية لكل دولة من الدول الخمس. يعطي ذلك فكرة عن الفشل العربي عموما في القيام بأي جهد مشترك ويستثنى من ذلك مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تأسس في أبو ظبي في العام 1981م. والذي حقق تقدما ملموسا ومازال ينتظر منه انجاز الكثير من الخطوات¡ ليكون الاستثناء الناجح من التجارب العربية الفاشلة في الوحدات الاندماجية
والسر ربما في نجاح مجلس التعاون الخليجي أنه تفادى استخدام كلمة اتحاد واكتفى بتسمية “مجلس التعاون” تعبيرا عن مقدار كبير من الواقعية والبصيرة والتفهم لأحوال المنطقة. الاتحاد أو الوحدة يحتاج كل منهما إلى ظروف موضوعية مختلفة لم تنطبق إلا على كيانات تشكل الوحدة حالة طبيعية فيها مثل بلادنا اليمن.
إذن حلم المغاربيين ¡ الصغير منهم قبل الكبير¡ إلى إنجاح اتحاد المغرب الكبير والاقتداء بالنموذج الأوروبي الناجح مشروع¡ لكن هذا الحلم الذي تحقق مشروعه عند توقيع معاهدة الاتحاد ألمغاربي يوم 17 فبراير 1989م بمراكش من طرف قادة بلدانه الخمسة¡ يدفعهم إلى المطالبة بتعديل ملموس في طريقة الاشتغال داخل الاتحاد ألمغاربي وتسريع وتيرتها للتخلص من التكلفة الاجتماعية الباهظة الناتجة عن الصراع بين بلدان المغرب العربي وسعي بعضها إلى إضعاف الأخرى عن طريق دعم التجزيء والتقسيم وهدر طاقاتها بدعم المرتزقة وفلول الإرهاب.
فهذا الاتحاد جاء نتيجة تقارب مغربي- جزائري. وإلى أن يعود هذا التقارب يوما¡ تستطيع كل دولة من الدول الخمس الانصراف إلى شؤونها الداخلية والتعامل مع أوروبا أو الدول الإفريقية التي يمكن التعاون معها. أليس ذلك أسهل من الدخول في متاهات عربية – عربية لا منطق لها من نوع الإصرار على إبقاء قضية الصحراء الغربية معلøقة¿
هل سيظل اتحاد المغرب العربي عنوانا لمرحلة معينة. انتهت المرحلة أم لم تنته¡ هذا هو السؤال الكبير. ولكن يبقى إن الهدف الذي نشأ الإتحاد من أجله يجب أن يبقى حيø◌ِا¡ انه هدف متواضع إلى حد كبير وهو “فتح الحدود بين الدول الخمس لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع والتنسيق الأمني وانتهاج سياسة مشتركة في مختلف الميادين”. مثلما نجحت كل من الدول الخمس في حماية مصالح خاصة بها¡ في استطاعتها إذا عادت إلى المنطق التفكير بطريقة مختلفة ترتكز على إن التكامل والتعاون في ما بينها يصب في مصلحتها في المدى الطويل. يبدو مطلوبا التفكير في المستقبل وليس في الحاضر والمصالح الآنية فقط. عندئذ يمكن أن يتذكøر العالم اتحاد المغرب العربي مجددا.
Ssalala99@gmail.com

قد يعجبك ايضا