إيران والغرب

اسكندر المريسي –
أثارت المقابلة التي أجراها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مع إحدى القنوات الفضائية الأوروبية جدلا◌ٍ واسعا◌ٍ بالوسطين السياسي والإعلامي على المستوى الدولي حيث أشار نجاد في تلك المقابلة إلى أن جمهورية إيران الإسلامية لا تسعى لانتاج قنبلة نووية وعلى أهمية ذلك النفي إلا أنه في التحليل العلمي لوقائع السياسة يعتبر اثبات حق مشروع وطبيعي¡ لأن الكيان الصهيوني لديه أكثر من ألفي رأس نووية ويرفض حتى مجرد الاعتراف بوكالة الطاقة النووية وكذلك أيضا◌ٍ رفض التوقيع مرارا◌ٍ وتكرارا◌ٍ على معاهدة حظر الأسلحة النووية. مما يجعل امتلاك إيران الإمكانيات لانتاج قنبلة نووية إسلامية أمرا◌ٍ مشروعا◌ٍ كما قلنا أسوة بالدول الغربية والكيان الصهيوني ولا يوجب ذلك التستر على شيء طبيعي بل لو أعلنت طهران صراحة عن امتلاكها قنبلة نووية فإن ذلك سينعكس سلبا◌ٍ على الحملة الدولية ضدها وسيؤدي ذلك إلى انخفاظ ملموس للضغط والتهديد الأمريكي والإسرائيلي المتصاعد بضرب مفاعلات إيران النووية فلو كان الأوروبيون والأمريكيين قادرين على ذلك لما ترددوا لحظة واحدة وبالتالي فإن نفي نجاد سعي إيران لإنتاج أسلحة نووية طبقا◌ٍ لمفهوم السياسة الدولية رسالة واضحة للقوى الكبرى بأن إيران دخلت فعليا◌ٍ النادي النووي.
وقد كانت فترة الجدل الطويل الذي استمر لعدة سنوات ماضية حول برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم كافية ومناسبة لكي تعلن إيران عن إحرازها تقدم صناعي غير مسبوق يشكل أهمية بالغة لأنها تعتبر الدولة الإسلامية الأولى التي قطعت شوطا◌ٍ كبيرا◌ٍ في مجال الطاقة النووية المستخدمة للأغراض السلمية¡ وما كان ذلك النجاح إلا بفضل تماسك جبهتها الداخلية وتنامي قوتها العسكرية وتميز تجربتها السياسية وتنوع وقوة اقتصادها مما انعكس على فشل العقوبات الغربية في الحد من قوة وقدرة تنامي اقتصادها.
فبرغم ما واجهته إيران خلال السنوات الماضية من تحديات شديدة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية إلا أن ذلك لم يخلخل البنى الداخلية للاقتصاد الإيراني ولم يشل حركة البنك المركزي الإيراني في إدارته للسياسة النقدية لإيران لأن ذلك البنك أحد أهم قلاع المقاومة ولا يقل من الناحية الاقتصادية كفاءة واقتدارا عن الحرس الثوري ذراع الثورة الإسلامية الإيرانية.
لذلك من الصعوبة بمكان الدخول في حرب مع إيران كما حذر مسؤولون من نتائج كارثية لأي حرب ضد هذه الجمهورية الإسلامية وأنها لن تكون إلا أسوأ من حرب عالمية ثالثة في منطقة الشرق الأوسط وهو ما يجعل الأمريكيين وحلفاء الصهاينة والأوروبيين يتراجعون عن قرارات الحرب ضد طهران.

قد يعجبك ايضا